كثر المغردون في أغرب قضية حصلت لأجهزة أمن حماس في قطاع غزة ، وهي هروب السجين محمود السلفيتي ، قاتل المتضامن الايطالي فيكتور اريغوني في شهر 4 من عام 2011 م ، وموضوع الهروب المفاجيء ، تزامناً مع مرونة السلطات المصرية بفتح معبر رفح البري ، بعد إغلاقه على مدار مئة يوم متواصلة ، أدخلت البعض المراقب في تقديرات وصلت الى درجة أن السلفيتي سلم للسلطات المصرية ضمن صفقة مع حركة حماس ، ولم يتم هروبه كما اشيع .
ولكن بعض المصادر الاعلامية المحلية تتابع هذا الملف بشيئ من الحذر الشديد ، وتنفي حدوث صفقة ، ولا تربط بيه هروب السلفيتي وفتح معبر رفح ، ولو أنهما جاءا في زمن واحد ، ولكن السيرة عندهم تقول بناءاً على مصادر أمنية من داخل أجهزة حماس ، في قطاع غزة، أن السلفيتي تمكن من الفرار من السجن ولم يكن في إجازة كما نشر من قبل.
وأوضحت المصادر، أن التحقيقات التي جرت في الحادثة أظهرت أن السلفيتي المحكوم بالمؤبد في قضية خطف وقتل اريغوني خادع المسؤولين عن سجن أنصار "وهو السجن المركزي لأجهزة الأمن في قطاع غزة" بعد أن طلب منهم تصريح خروج بادعاء أنه سيقدم على الزواج وأنه بحاجة للإجازة بشكل عاجل لترتيب أموره قبيل رمضان.
وأشارت التحقيقات إلى أنه طلب الإجازة قبل أيام من رمضان وتم الموافقة عليه، وخرج يوم الأربعاء قبل يوم من بداية شهر رمضان، مشيرةً إلى أن السلفيتي كان يمنح إجازة ليومي الخميس والجمعة من كل أسبوع لقضاء إجازة مع عائلته تحت متابعة الأجهزة الأمنية.
وبينت أنه في يوم الخميس الأول من رمضان، تبين أن السلفيتي لم يكن يخطط أصلا للزواج ولم يكن هناك خطوبة أو تواصل مع عائلته بهذا الشأن، مضيفة أن الأجهزة الأمنية علمت باختفائه المفاجئ بعد اتصال جرى بين أفراد من عائلة السلفيتي وأجهزة الأمن للسؤال عن ابنهم وعدم وصوله لبيتهم في اليوم المحدد لإجازته قبل أن يتبين أنه استطاع مغادرة قطاع غزة بطريقة غير معروفة.
وذكرت المصادر أنه يجري التحقيق في إمكانية مغادرته القطاع بهوية وجواز سفر مزورين أو عبر أحد الأنفاق، لافتة إلى أن التحقيقات تتوسع وهناك شكوك حول تلقيه مساعدة من قبل بعض أفراد الأمن.
وقالت مصادر من عائلة السلفيتي، انه منذ اختفاء ابنها والحديث عن توجهه للقتال مع "داعش"، تحتجز أجهزة الأمن في قطاع غزة والده وشقيقه وعمه لديها بحجة أنهم كانوا كفلاءه وأنه لا يمكن الإفراج عنهم إلا بإثبات أن ابنهم قد أصبح خارج القطاع فعلا.
وفجرت حادثة تمكن السلفيتي من الهرب الكثير من التساؤلات حول ما جرى. ولكن هذه ليست الحادثة الأولى التي يتمكن فيها معتقلون من الهرب من أكبر السجون الأمنية لحماس في قطاع غزة وأكثرها حراسة.