أطلعت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين، وفداً برلمانياً كندياً، اليوم الأربعاء، على واقع ومعاناة أطفال فلسطين، بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك خلال لقاء عقده وفد من الحركة ضم مديرها العام خالد قزمار، ومسؤول برنامج المساءلة عايد أبو قطيش، وإيفان كركشيان من وحدة المناصرة، والمحامية فرح بيادسي، مع الوفد البرلماني الكندي، ضمن زيارته للأراضي الفلسطينية، التي ستستمر حتى السادس من الشهر الجاري.
وقدم وفد الحركة شرحاً عن الانتهاكات التي يتعرض لها أطفال فلسطين بسبب ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي، سواء القتل أو الإصابة أو الاعتقال وإساءة المعاملة والتعذيب.
واستعرض نظام المحاكم العسكرية الإسرائيلية، تحديداً فيما يتعلق بالتعذيب وإساءة المعاملة والطريقة التي يتم فيها اعتقال الأطفال والتحقيق معهم ونقلهم إلى خارج الأراضي المحتلة، في مخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة.
وأوضح وفد الحركة أن المحاكم العسكرية الإسرائيلية تعتمد على الاعترافات التي يتم انتزاعها من الأطفال خلال التحقيق معهم، ما يجعل نسبة إدانتهم عالية لأنه لا توجد إمكانية للمحامي أن يطعن في التحقيق بسبب عدم تسجيل مجريات التحقيق وتعرض الأطفال لإساءة المعاملة والتعذيب في أماكن خارج غرف التحقيق.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال لا تسمح بحضور محام مع الأطفال خلال التحقيق معهم، أو استشارته قبل التحقيق، ولا تعلمهم بحقهم في التزام الصمت بلغة مفهومة.
وقال وفد الحركة إن حوالي 700 طفل فلسطيني سنويا يتم اعتقالهم والتحقيق معهم ومحاكمتهم أمام المحاكم العسكري الإسرائيلية، في ظل غياب معايير المحاكمة العادلة.
وجرى خلال اللقاء عرض مجموعة من الأفلام القصيرة التي تسلط الضوء على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفال فلسطين.
كما عرض الطفل فوزي الجنيدي (16 عاماً) من الخليل، أمام الوفد البرلماني الكندي، تجربته خلال اعتقاله من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي والتنكيل الذي تعرض له.
وقال إنه تعرض للضرب على صدره بسلاح أحد الجنود خلال مروره قرب مواجهات في منطقة شارع التفاح في الخليل، مضيفا ان أكثر من 20 جنديا التحقوا بالجندي الأول وتوالوا على ضربه وشتمه وهو ملقى على الأرض.
وأضاف ان جنود الاحتلال قيّدوا يديه بعد ذلك بمرابط بلاستيكية أدت إلى إحداث جروح في مكانها، وغطوا عينيه بقطعة قماش، كانوا خلال المسير يقومون بضربه وشتمه، ويزيدون بالضّرب كلما طلب منهم إحضار فردة حذائه التي سقطت من قدمه، إلا أن قام أحد الجنود بخلع الفردة المتبقيّة، وأكملوا به المسير وهو حافي القدمين.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الطفل الجنيدي في السابع من شهر كانون الأول عام 2017، وأفرجت عنه في الرابع والعشرين من الشهر ذاته بكفالة مالية قدرها 10 آلاف شيقل.
واجتاحت صورة الجنيدي خلال اعتقاله وقد أحاط به أكثر من 20 جنديا وهو معصوب العينين، مواقع التواصل الاجتماعي، ووكالات الأنباء العالمية، ونالت اهتمام المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية لفضح سياسة الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفال فلسطين.
من جانبهم، أبدى أعضاء الوفد البرلماني الكندي انزعاجهم وقلقهم من الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال بحق الأطفال في فلسطين، ووعدوا بإثارة ومناقشة ما شاهدوه مع حكومة بلادهم.