أين الضفة الغربية من العودة في غزة..!؟

التقاط.PNG
حجم الخط

 

للأسبوع الثاني على التوالي تشتعل غزة في وجه العدو الإسرائيلي في مواجهات شعبية سلمية عارمة توقظ العالم أمام تضحيات يدفعها شعبنا جراء ما تقوم به إسرائيل من جرائم بشعة في مواجهة حراك سلمي أثبت جدواه 

وهل شعبنا في غزة هو فقط المعني بالعودة أو بتفعيل القضية وإعادتها إلى الصدارة في ظل المؤامرات التي تحاك من قبل أمريكا وأعوانها في المنطقة 
فنحن اليوم وهذا الحراك الوطني العظيم في غزة والذي أثبت أنه حراكا ً مؤثرا خاصة أنه أخذ طابعا متجددا من خلال رفع العلم الفلسطيني فقط ولم نشهد أي علم آخر لا فصائلي ولا حزبي 
لقد تجلت الوحدة الفلسطينية بأروع حالاتها بعد أن قام شعبنا بهذه التظاهرات وقد جمعت جميع أطياف شعبنا على إختلاف إنتمائاتهم الفصائلية وغيرهم من الناس العاديين الذين لا ينتمون للفصائل ليؤكدوا مسألة هامة جداً أن الشعب الفلسطيني قادر على إعادة البوصلة إلى هدفها متجاوزين الفصائل التي لها أجندات خاصة 
وأعلنوا ان الشعب ليس فقط من ينضوي تحت أي راية فصائلية مع الإحترام لكل الفصائل 
أين الضفة الغربية من هذا الزخم الشعبي الوطني والذي يجب أن يتوائم مع ما يجري في غزة ..!؟
إن صفقة القرن من جملة أهدافها فصل الضفة عن غزة فلماذا نتساوق مع أهداف صفقة القرن حتى ولو لم يكن مقصوداً ذلك فعلى الجميع أن يدرك ان ترك غزة وحيدة في مواجهة العدو إنما هو أمر غير منطقي 
الضفة التي يعيش أهلها والسلطة التي تعاني من بطش الإحتلال وقيودها المفروضة 
هل يجب أن تبقى في حالة سكون أو هدوء أللهم سوى بعض التظاهرت الشكلية وعلى استحياء ليقال ها نحن نتحرك 
لا الحراك ليس هكذا يكون ..بل يجب أن يكون حراكا تتفاعل خلاله جميع القوى الحية وبتنظيم من الفصائل القادرة على تحريك الجماهير .
بدون أدنى شك ان موقف القيادة وعلىرأسها الرئيس أبو مازن لهو موقف مشرف ازاء المؤامرة الأمريكية وهو أمر يجب البناء عليه وليس التوقف عنده على إعتبار أنه موقف للتباهي فقط !

حركة فتح التي ما زالت تعتبر نفسها أنها هي أم الولد وأنها هي القائد الفعلي بالنسبة والتناسب والتاريخ العريق.

أين حركة فتح .. أين قادتها الذين ما عدنا نراهم سوى محللين سياسيين أو موصفين للحالة أو حتى متفرجين على الوضع ..!
فقط نراهم عند الإنتخابات النقابية أو الجامعات يتباهون بحصد الأصوات 
هل هكذا وضع مقبول لحركة رائدة قائدة ..!؟

إن شعبنا في الضفة يجب أن يتفاعل مع الوضع ليس تضامنا مع الأهل في غزة بل من أجل القضية برمتها والعودة هي أصل القضية
فالمستوطنات ليست موجودة في غزة بل ما أكثرها في الضفة

فأهلنا في الضفة يجب أن يكون لهم كلمة وحراك عارم لأنهم لم يتحرروا بعد وهناك بعد شهر مناسبة النكبة التي يجب أن تشكل حافزا للغضب العام في كل أنحاء الوطن
ولأن قضيتهم ما زالت في عنق الزجاج
فماذا ينتظرون ..!؟

إن النماذج التي قدمها شعبنا في غزة تستحق التأمل والتفكر والثناء .

إنهم أبدعوا في أكثر من أسلوب ووضعوا العدو في مأزق أمام إبداعاتهم .

ما جرى اليوم رغم معارضة الكثيرين من عملية إحراق الدوليب الكاوشوك 
والتي تسبب الأذى للناس جراء الدخان المسمم للهواء والبيئة إلا انه كان بالنسبة لأهلنا في غزة كالغريق الذي لا يخشى من البلل أو كما قال أحدهم..
(إحنا عايشين من قلة الموت) فالموت بالنسبة لأهل غزة هو أخف الأضرار 
فالمشهد العظيم الذي حدث في غزة شاهده العالم بإعجاب وهم يرون شبابا وشابات يتقدمون عبر الدخان الكثيف ويقطعون الأسلاك الشائكة ولو قدر لهم لدخلوا بالالاف وداسا العدو بأقدامهم حتى لو سقط ألف شهيد ..
ولكن كان لديهم إدراكا بأن لا يكون الموت مجانيا .. فالقادم اعظم 
لا نقول أن يتم اتباع نفس الأسلوب في الضفة 
ولكن هناك أساليب كثيرة فشعبنا في الضفة هو نفسه كما شعبنا في غزة صاحب إبداعات وبطولات والتاريخ يشهد 
الأمة العربية تنظر إلينا باستغراب وتساؤل متى سنتوحد .!؟
الأمة العربية والإسلامية ستنهض عندما ترانا موحدين ,
أما في هكذا حال من الفرقة فلن تقوم لهم قائمة وسيقلون لن نكون فلسطينين أكثر منكم (خلعوا شوككم بأيديكم )

المطلوب نهضة وطنية من خلال تظارهات واعتصامات وحراك شعبي يكون على مستوى الوضع التذي فيه قضيتنا
المؤامرات على قضيتنا تتوالى وتتراكم ولكن شعبنا كفيل بإفشالها 
ولو اجتمع العالم كله علىان يركع شعبنا لن يقدر ما دام شعبنا عرف طريقه وأعاد توحده تحت راية فلسطين الواحدة 
فلا العالم ولا مجلس الأمن ولا النظام العربي ولا أصدقائنا في العالم يستطيعون إيقاف المؤامرات التي تحاك لقضيتنا

بل نحن الشعب الفلسطين ونحن فقط من يفشل وسيفشل حتما كل المؤامرت

فقط إعادة الوعي من خلال ثقافة المقاومة والصمود والتصدي بكل الأشكال المتاحة 
وبما يضم إستمرارية النضال وليس مجرد هبة مؤقتة

فهل من مستجيب ..!؟