افتتح وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو في قصر رام الله الثقافي، فعاليات مهرجان الكمنجاتي للموسيقى الروحانية والصوفية، وتتواصل حتى 22 من الشهر الجاري، تحت شعار "رحلة موسيقية من خلال ثقافات وتقاليد العالم: من أرض فلسطين إلى قلبها القدس".
وقال بسيسو" افتتاح مهرجان الكمنجاتي للموسيقى يمثل حدثاً ثقافياً مميزاً لجهة الانتصار لحقوقنا الثقافة، رغم كل التحديات والضغوطات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على ثقافتنا، وعلى الفعل الثقافي الفلسطيني، من خلال سياساته التي تبدأ من الصعوبات المتعلقة باستصدار التصاريح، تلك السياسة التي تحول دون مشاركة الكثير من المثقفين والمثقفات والفرق المسرحية والفنية وغيرها في المهرجانات والفعاليات الفلسطينية، مروراً بالمضايقات والانتهاكات التي تتعرض لها المؤسسات الثقافية، وكذلك المثقفين في كافة المحافظات، وخاصة في القدس العاصمة."
وأضاف: لذلك، فإن مهرجاناً للموسيقى يجمع العديد من الملامح الخاصة بالثقافات المتعددة لتعيش حالة انسجام مع الوسط الثقافي الفلسطيني هنا أرض فلسطين، هو رسالة تحدٍ لسياسات الاحتلال بأنه رغم كل كل المضايقات فإن بإمكاننا أن نحقق النجاح تلو النجاح، وأن نحقق ما نريد، كما يحمل رسالة أخرى هي أن فلسطين قادرة على مد جسور التواصل مع ثقافات العالم، رغم كل ما يحاوله الاحتلال من عل فلسطين عن عمقها العربي والإنساني.
وأشاد وزير الثقافة بالجهد الذي تبذله المؤسسات الثقافية الفلسطينية في هذا السياق، لافتاً إلى أن ما يميز مهرجان الكمنجاتي للموسيقى في عامه الثالث، الإعداد والتخطيط لمسارات موسيقية عالمية وعربية هنا على أرض فلسطين.
وقال إن وزارة الثقافة الفلسطينية تفخر بهذه الشراكة الاستراتيجية مع جمعية الكمنجاتي، كما تفخر بهذا الدعم والشراكة التي تعمل الوزارة على تعزيزها مع المؤسسات الثقافية المحلية وحتى الدولية، موجهاً الشكر لكافة داعمي المهرجان، وخاصة الاتحاد الأوروبي الذي يقدم الكثير لدعم الثقافة الفلسطينية، بدعم البرامج الفعالة في هذا الاتجاه.
وأكد بسيسو على أنه بالثقافة نستطيع أن نصون هويتنا الوطنية، وذاكرتنا، وأن نمد جسوراً نحو المستقل، وعلى أن الموسيقى هي إحدى ركائز الهوية، ولولا ذلك لما انتقلت الكلمات والأشعار والألحان وتوارثتها الأجيال، لافتاً إلى أن البعد الصوفي لمهرجان الكمنجاتي يجسد حالة من التقاء الحضارات، والتقاء المرجعات الروحانية على اختلافها وتعددها في سياق حدث ثقافي بنكهة عالمية على أرض فلسطين، موجهاً الشكر لإدارة "الكمنجاتي" والعاملين فيها.
وشدد وزير الثقافة على أن إقامة المهرجان رسالة تحد تنسجم مع رسالة النضال الفلسطيني، ورسالة الحياة التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي أن يخطفها من بين أصابعنا، ليختم بالقول: كل التقدير لكم، والمجد والخلود لشهداء فلسطين وأسراها، ولمطالبنا التي يجسدها أطفال فلسطين وبناتها باتجاه تحقيق الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وفي وقت شدد فيه رالف تراف، ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، على أهمية المهرجان على الصعيد الثقافي، وتعزيز العلاقات بين الشعوب عبر بوابة الموسيقى، وعلى ما يحققه من إلهام كما هي مؤسسة الكمنجاتي ومؤسسة ورئيس مجلس إدارتها رمزي أبو رضوان، قدمت فرقة ديبا المكونة من اثنتي عشرة امرأة قدمن من جزيرة مايوت إحدى "جزر القمر"، وتقع تحت السيطرة الفرنسية، أغنيات تعكس طقوس الصوفية النسائية لتلك المنطقة في طريق الحج والعمرة، ومع استقبال القادمين من الديار الحجازية، والعكس، إضافة إلى نخبة من الأناشيد والقصائد التي تندرج في إطار "المدائح النبوية" باللغة العربية على طريقتهن، علاوة على لغتهن الأم، وبالاعتماد على موسيقى الدفوف بالدرجة الأولى.
وكانت مؤسسة الكمنجاتي كرمت الوزير بسيسو لجهوده وجهود الوزارة في دعم المهرجان على أكثر من مستوى، في حين شارك وزير الثقافة والقائمين على المؤسسة المنظمة للمهرجان في تكريم ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين رالف تراف.