أجواء الاعلان عن نتائج الثانوية العامة في شمال غزة

11693068_939761452748844_763174204_n
حجم الخط

أجواء تتراوح ما بين الحزن والفرح فذكريات الماضي الأليم لا زالت تًخيم على مشاعرهم خاصة ونحن في الذكري السنوية للعدوان الأخير علي قطاع غزة وكان لوكالة خبر هذا التقرير من شمال قطاع غزة .

مشاعر الحزن والفرح اختلطت في بيت عائلة الشمباري والتي كانت خلال العدوان الأخير في منطقة بيت حانون هذه العائلة التي فقدت منزلها بعدوان بربري لم يفرق بين شجر وحجر، وفي مستهل حديثنا مع الطالبة المتفوقة أشجان عماد أبو عمشة ، قالت" إنني فقدت كتبي وأقلامي تحت ركام هذا المنزل الذي سواه الاحتلال بالأرض خلال الحرب الأخيرة علي غزة فعزمت علي اكمال مسيرتي التعليمية  وقررت أن أتحدى كل من يقف ضد أبناء شعبي الذي عانى الويلات من أجل  تكريس حقه في الوجود وقمنا بإستئجار منزل لعائلتنا وجلسنا به بالرغم من صغر المساحة فهو لا يتجاوز الـ "ستون متراً" ويعتاش به عشرة أشخاص في ظل وضع اقتصادي صعب ، فكافحت واستكملت المسيرة وحصلت علي معدل 72%  حيث كانت الفرحة وحصاد ثمار تعبي ـ وكانت فرحتي لا مثيل لها وأيقنت أن الإرادة هي التي تصنع النجاح .

ولم يخفي الطالب جابر عماد عاشور الحاصل على معدل 56% حيث يروي قصته المؤلمة أثناء دراسته في مرحلة الثانوية العامة ، واستهل حديثه بالقول : " هُدم منزلي وأصيب أخواني الثلاثة تحت ركام هذا المنزل خلال العدوان البربري على غزة ، بالرغم من ذلك استكملت دراستي رغم تنقلي من منزل لمنزل وكنت لا أجد الوقت لدراستي و ذلك بسبب عملي مع والدي حتي نستطيع دفع ايجار منزلنا بعد أن دمر الاحتلال بيتنا في ظل أن والدي كان يُعاني وضعاً اقتصادياً يُرثى له ، وكان يطلب منا أن نترك الدراسة حتى نستطيع الحصول على المال لسد رمق الأسرة المتواضعة، وحين تقدمي لامتحانات الثانوية العامة كان تفكيري يتشتت ولا أقدر علي الإجابة فتارة أتذكر إخوتي المصابين في المنزل وتارة أتذكر مأسي الحرب رغم كل ذلك حصلت علي هذا المعدل واستقبلت خبر نجاحي بكل فرح وسرور رغم عدم قبولي به.

ولم يختلف الحال مع  الشاب "فراس زايد الزعانين" وهو رب أسرة حصل علي معدل 63% بالرغم من تدمير بيته خلال العدوان الأخير وبدأ حديثه بالقول : كنت مستأجر بيت من الخشب أعيش به أنا وأسرتي الصغيرة وكنت أعيش ظروف اقتصادية صعبة للغاية وكانت صورة منزلي المدمر لا تغيب عن مخيلتي ودائماً ما كانت يغزو ذاكرتي الذكريات الجميلة التي قضيتها برفقة عائلتي داخل منزلي المدمر وكنا نستذكر دوماً ويلات الحرب وكنت أقضي معظم أوقات دراستي تحت أضواء الشموع ، كانت حياة بائسة لا يتحملها البشر ورغم هذا كله تقدمت للامتحانات وحصلت علي معدل جيد واستقبلت ذلك الخبر بكل فرح وسرور وقمت بتوزيع الحلوى وأطلقت الألعاب النارية ابتهاجا بهذا النجاح.

بنفس الطريقة استقبل الشاب "أحمد مقداد " خبر نجاحه مبتهجاً ويقول : بمجرد استقبالي لخبر نجاحي وبردة فعلة مباشرة  قمت بشراء الحلوى والألعاب النارية واحتفلت برفقة عائلتي وأصدقائي بهذا النجاح وحصاد ثمار مشقتي ودراستي ، كانت فرحة عارمة بالرغم من المعيقات التي واجهتني من قطع للكهرباء  وصعوبة بعض الامتحانات ورغم هذه المعيقات استقبلنا النجاح بالفرحة وسأستكمل مسيرتي التعليمية بدراستي الجامعية.

 أجواء الفرح سيطرت على أجواء شمال قطاع غزة فمحال الحلوى لم تتوقف عن العمل ، وفي حديث أحد أصحاب محلات بيع الحلوى " لوكالة خبر " قال: نتقدم لأبناء شعبنا الناجحين بالتهاني وبالتعقيب على الأجواء التجارية لشمال القطاع أكد أن المحلات التجارية قد شهدت ازدحاماً  واقبال جيد فور صدور نتائج الثانوية العامة لدرجة أننا لم نستطيع السيطرة على طلبات الزبائن فكانت أجواء مليئة بالفرح عمت كافة أرجاء شمال القطاع، على حد تعبيره.

رغم المآسي والويلات وحجم الألم الذي أصاب قطاع غزة بعد العدوان الأخير فلا زال شعبنا الفلسطيني يُعبر عن فرحته بالطريقة التي يراها مناسبة ، ولم يمنعهم حجم الدمار والألم من الاحتفال بنجاح وتفوق أبنائهم أملاً منهم في الوصول لغاية وحيدة هي بناء شعب مثقف يواجه الاحتلال بالعقل والقلم ،