أظهرت أحدث الأرقام الرسمية الأميركية تراجع عائدات السياحة للولايات المتحدة العام الماضي، مما كلف الاقتصاد خسائر تقارب 5 مليارات دولار، وفقدان نحو 40 ألف وظيفة بالقطاع المهم للاقتصاد الأميركي.
وحسب أحدث البيانات الصادرة عن اتحاد السفر والسياحة في الولايات المتحدة، تراجع عدد السائحين الذين زاروا أميركا في الشهور التسعة الأولى من العام الماضي بنسبة 1.9 في المئة، في الوقت الذي ترتفع فيه أرقام السياحة في العالم بشكل عام نتيجة نمو الاقتصاد.
وإضافة إلى تراجع الأعداد، فقد تراجع أيضا إنفاق السائحين في أميركا بنسبة 3.3 في المئة في أحد عشر شهرا من 2017.
ولمعرفة أهمية تلك النسب والأرقام، التي تبدو صغيرة، يذكر أن قطاع السياحة والسفر يشكل مدخلا مهما للناتج المحلي الإجمالي الأميركي، إذ وفر القطاع ما يصل إلى 160 مليار دولار للخزينة الأميركية في 2016 في شكل عائدات ضرائب ورسوم.
وأرجع البعض ذلك التراجع إلى قوة الدولار أمام العملات الأوروبية مثل اليورو والجنيه الإسترليني، مما جعل الأوروبيين يترددون في قضاء عطلاتهم في أميركا.
إلا أن ذلك التفسير مردود عليه من قبل البعض بتراجع عدد السائحين الصينيين إلى أميركا رغم قوة العملة الصينية (اليوان) أمام الدولار، في الوقت الذي يزيد عدد السياح الصينيين في العالم باضطراد، وكان يتوقع زيادة أعدادهم لأميركا بالتالي وليس انخفاضه.
ويرى كثيرون أن التصريحات السياسية وتشديد الإجراءات بشأن إصدار التأشيرات يجعل كثيرا من السائحين يختارون وجهات غير أميركا.
ويضغط اتحاد السفر والسياحة لمحاولة التقليل من تصريحات واجراءات تشديد الدخول للولايات المتحدة، وكما قال أحد المسؤولين في الاتحاد: "السياحة قائمة على التنقل وعبور الحدود، وليس منع الدخول وإقامة الجدران على الحدود".
ويشكو الأوروبيون كذلك مما يتعرضون له على منافذ الدخول للولايات المتحدة من إجراءات وصفها بعض البرلمانيين والسياسيين ـ حتى في بريطانيا ـ بأنها "مهينة" ولا إنسانية.