وسط زحمة وضجيج المدينة، يتخذ الحاج موسى شعيبات ركناً خاصاً به في ميدان الشهيد ياسر عرفات بمدينة رام الله، لنحت وصناعة التحف والهدايا الخشبية لزبائنه المحليين والأجانب، مستخدماً أخشاب شجر الزيتون وأدوات بسيطة وبدائية.
الحاج موسى سعيد شعيبات "أبو محمد"، من بلدة بيت ساحور قرب بيت لحم، يبلغ من العمر 63 عاماً، ويمتهن حرفة الحفر والرسم على أخشاب شجر الزيتون ليُحيي التراث الفلسطيني بإنتاج الهدايا والتحف الفنية.
ويعمل "أبو محمد" في هذه الحرفة منذ أن اتخذ من مدينة رام الله سكناً له قبل 25 عاماً، ليُعيل أبناءه الخمسة وزوجته، حيث بدأ في إحياء التراث الفلسطيني بحفر الكلمات والجمل على الأخشاب على الرغم أنه أمياً ولا يجيد الكتابة أو القراءة.
وباستخدام الأدوات البدائية البسطية كـ"المنشارة اليدوية والدرل اليدوي" يستطيع "أبو محمد" نحت لوحات فنية، مستعيناً بخبرته وذوقه الرفيع في رسم وحفر المجسمات والأشكال، كما يعتمد في تصاميمه ومنتجاته التراثية على الخشب المستخلص من شجر الزيتون الفلسطيني.
قال الحاج شعيبات لمراسل وكالة "خبر": إن طلبات الزبائين تتركز على الأشكال والمجسمات التي تحمل "خارطة فلسطين، وقبة الصخرة المشرفة، والمسجد الأقصى، وأسماء المدن"، والتي يتمكن من إنتاجها على شكل ميداليات أو مجسمات كبيرة.
"شعيبات" الفنان المكافح الذي يتخذ ركناً له قرب ميدان الشهيد ياسر عرفات كمعمل لمنتجاته وتحفه الفنية، أوضح أن الأجانب الوافدين إلى فلسطين يُبدون إعجابهم بهذه التحف والأشكال الفنية، مضيفاً: "لا يمكن لسائح أجنبي أن يمر من قرب معملي إلا ويشتري خارطة لفلسطين أو مجسماً يكتب عليه اسمه بالعربية أو باللغة التي يرغب بها".
وتابع: "أستطيع أن أُنتج تحفاً فنية تلائم كل مناسبة وطنية فلسطينية لتذكير المواطنين بقضيتنا، من خلال تحف تحمل اسم الوطن والقدس وفلسطين وقضية اللاجئين والأسرى، وغيرها من القضايا الوطنية".
الحاج شعيبات، أشار إلى أن بلدية رام الله نقلت البسطة التي يرغب بتسميتها بـ"المعمل" من ميدان الشهيد ياسر عرفات إلى مكان آخر غير مأهول بالمارة"، مبيّناً أنه توجه لوزارة السياحة، والتي بدورها منحته التصريح ببيع منتجاته التراثية قرب الميدان.
وطالب الجهات المختصة في السلطة الفلسطينية، بدفع عجلة إحياء التراث والتي يٌعد "أبو محمد أحد أركانها" من خلال منحه كشك أو محل صغير يُنتج فيها اللوحات التراثية، بدلاً من نقل أدواته من بيته إلى عمله بشكل يومي.
وفي الختام، عبر الحاج "شعيبات" عن أمله في إنشاء معاهد لتعليم حرفة النقش والكتابة على الأخشاب للطلاب، لتتناقل الأجيال هذه الحرفة التي يتم من خلالها إحياء التراث الفلسطيني، وأيضاً لما تحمله من أهداف وطنية يتم خلالها نقل أسماء المدن الفلسطينية وتراثها للأجانب والوافدين