اكد الرئيس محمود عباس على اهمية تعزيز المقاومة الشعبية السلمية لما لها من دور في فضح سياسة الاحتلال وتعزيز العدم والتأييد الدولي للحقوق الوطنية وتحقيق الانجازات في مسيرة الاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصتها القدس، مستذكرا قدرة الانتفاضة الشعبية التي اندلعت عام 1987 على تغيير مواقف العالم من الصراع في المنطقة.
جاءت اقوال الرئيس خلال استقباله قيادة اللجنة التنسيقية لكادر من الانتفاضة الشعبية الاولى "انتفاضة الحجارة" من مختلف محافظات الضفة الغربية في مكتبه بالمقاطعة اليوم.
واضاف "اننا نحتاج الى روح وقيم وحكمة ابطال الانتفاضة الشعبية التي سطر امجادها الاطفال والشباب والشيوخ والنساء على مدار اربع سنوات كاملة وفق رؤية صحيحة تمكنت من فضح الاحتلال واحباط مخططاته في ايجاد بدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفك العزلة عن المنظمة التي فرضت عليها في اعقاب غزو العراق للكويت، والتي سرعت في عقد مؤتمر مدريد ومفاوضات واشنطن وتوقيع اتفاق اوسلو"، مضيفا ان القيادة الفلسطينية كانت تستلهم سياستها ومواقفها من بيانات القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة في حينه.
وقال ان الانتفاضة الشعبية اتسمت بالنقاء والوضوح والفلسفة المستمدة من اجماع وطني للخلاص من الاحتلال، وان فعاليات المقاومة الشعبية اليوم جزء من روح تلك الانتفاضة التي نحن احوج ما يكون اليها اليوم.
واثنى على دور اللجنة التنسيقية واعضائها الذين قادوا فعاليات الانتفاضة الاولى بحكمة وشجاعة، ودورهم في نشر ثقافة المقاومة الشعبية التي مارسوها اطفالا واشبالا وما زالوا متمسكين بقيمها، في الوقت الذي تحاول فيه اسرائيل جرنا الى مربع العنف والصدام العسكري الذي يحقق مآربها، وقال "سيروا على بركة الله لخدمة وطننا وشعبنا وتحقيق اهدافنا في الحرية والاستقلال".
وقال الرئيس عباس اننا اليوم نملك تأييدا دوليا لحقوقنا واهدافنا اكثر مما تحظى به حكومة اسرائيل، بفضل المقامة السلمية للاحتلال التي غيرت مواقف العديد من دول العالم واحزابها السياسية لصالح الحقوق الفلسطينية، مشيرا الى حركة المقاطعة الدولية للاحتلال والتي وصلت الى كنائس وجامعات الولايات المتحدة الامريكية وهي الدولة الحليفة الاكبر لإسرائيل.
وحول المؤتمر العام لحركة فتح قال سيادته ان فتح ولادة ومتجددة بأبنائها وان هناك طاقات شبابية قادرة على مواصلة مسيرتها وآن الاوان لأن تأخذ دورها.
وقد حضر اللقاء الطيب عبدالرحيم امين عام الرئاسة وعضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح، واللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة، والدكتور حسين الاعرج رئيس ديوان الرئاسة.
من جهته عبر مرسي ابو غويلة امين سر اللجنة التنسيقية لكادر من الانتفاضة الشعبية الاولى عن اعتزاز كادر الانتفاضة بالرئيس محمود عباس ورؤيته وبرنامجه لتحقيق حلمنا في الخلاص من الاحتلال واقامة الدولة المستقلة، وقال ان شعارنا "خلف القائد جنود مجندة" تأكيد على الدعم المطلق لسيادته.
وتحدث الدكتور جمال جواريش عضو قيادة اللجنة التنسيقية ان اعضاء اللجنة يستلهمون نشاطاتهم من رؤية الرئيس وبرنامجه، وستقف الى جانبه في كل وجه الاحتلال والمغرضين الذين يحاولون احباط كل جهد مخلص لإنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال، وان اعضاء اللجنة في مختلف المحافظات هم جنود اوفياء لسيادته.
واكد اعضا "التنسيقية" في مداخلاتهم على دعمهم المطلق لبرنامج الرئيس محمود عباس الذي يتعرض لجهوم غير مسبوق من قادة الاحتلال واصحاب الاجندات غير الوطنية الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية.
وعقب اللقاء توجه اعضاء "التنسيقية" الى ضريح الشهيد الخالد ياسر عرفات حيث قرأوا الفاتحة روحه الطاهرة مؤكدون التزامهم بكل الاهداف التي قضى من اجلها.