اليونان على استعداد لإجراء محادثات مع الدائنين رغم غضبهم

رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس
حجم الخط

أكد رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس إن حكومته التي تعارض التقشف مستعدة لاستئناف المحادثات مع الدائنين الدوليين وذلك بعد أن رفض الناخبون اليونانيون شروط خطة الإنقاذ رفضا مدويا في الاستفتاء الذي جرى أمس الأحد.

وأضاف "نحن مستعدون لمواصلة المفاوضات".

وفي خطاب في التلفزيون الوطني، قال تسيبراس إن الاستفتاء كان تفويضا من أجل "حل مستدام" وليس ضد أوروبا، معتبرا أن إعادة التفاوض بشأن ديون اليونان يجب أن يطرح الآن على الطاولة عند استئناف المحادثات.

وحذر من أنه لا توجد "حلول سهلة"، ولكن يمكن أن يتم التوصل إلى نتيجة "عادلة" لكلا الجانبين. وقال تسيبراس انه سيسعى للقاء قادة الأحزاب السياسية اليونانية يوم غد الاثنين.

وتابع "من الآن فصاعدا نحن جميعا نمثل صفا واحدا من أجل النهوض باليونان من جديد، والحفاظ على الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي".

وأعلنت وزارة الداخلية اليونانية، اليوم الاثنين، النتائج الرسمية للاستفتاء الذي أجري أمس، وأظهرت أن 61.31% من اليونانيين يرفضون خطة الدائنين الأوروبيين، وصوّتوا بـ'لا' (όχι - أوسي في اليوناني)، مقابل حوالي 38.69% أيدوا الخطّة، بحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية اليونانية، وذلك في ختام استفتاء دعت إليه حكومة هذا البلد المهدّد بالإفلاس.

وبلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء 62,5%. وكان تسيبراس دعا للتصويت ضد مقترحات الدائنين.

وعقّب وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس، الأحد، بعد صدور النتائج الجزئية بالقول إن 'أثينا تريد التوصل إلى اتفاق مع مقرضي بلاده بعد رفض أغلبية قوية من الناخبين على ما يبدو لشروط خطة الإنقاذ التي وضعها الدائنون'.

وأضاف في تصريحات تلفزيونية أنه 'سندعوهم واحدًا تلو الآخر لإيجاد أرضية مشتركة'، مشيرا إلى أن 'اليونان تريد مواجهة المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي بشكل إيجابي'.

وبدأ قادة الاتحاد الأوروبي اليوم مشاورات مكثفة لتقييم انعكاسات الرفض الواضح لليونانيين عبر استفتاء لخطة الدائنين ولإعداد إستراتيجية للمستقبل.

وبعد فوز "لا" بالاستفتاء يسود الغموض مسالة بقاء اليونان في منطقة اليورو.

ومساء أمس بدت ألمانيا من جهة وفرنسا وايطاليا من جهة أخرى غير متفقين على كيفية الرد على هذه النتيجة، وتظاهرت أثينا بعدم وجود أي مشكلة تعيق عودتها للتفاوض بداية من اليوم.

لكن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "اتفقا" على الأقل على وجوب "احترام تصويت" اليونانيين وعلى الدعوة لقمة لمنطقة اليورو ستعقد الثلاثاء ببروكسل. كما أكدت المفوضية الأوروبية من جهتها أنها "تحترم نتيجة" الاستفتاء.

وقال وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل إنه "يصعب تصور" إجراء مفاوضات جديدة بين الأوروبيين وأثينا بعد رفض غالبية اليونانيين خطة الدائنين.

بل أن غابرييل اعتبر في مقابلة مع صحيفة تاغسبيغل تنشر اليوم أن تسيبراس "قطع آخر الجسور" بين بلاده وأوروبا.

كما اعتبر يروين ديسلبلوم رئيس مجلس وزراء مالية منطقة اليورو ووزير مالية هولندا أن فوز لا في الاستفتاء "أمر مؤسف جدا لمستقبل اليونان".

بالمقابل رأى وزير الاقتصاد الروسي الكسي ليكاتشاف أنه "لا يمكن عدم إدراك" أن ما حصل يشكل "خطوة باتجاه الخروج من منطقة اليورو".