أقدم الطالب نضال العرعير (17 عاماً) من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، على الانتحار شنقاً أمس الأحد، بسبب رسوبه في امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي"، حيث وصل إلى مستشفى الشفاء الطبي في حالة موت سريري، نتيجة نزيف في الدماغ حسب كشف الأطباء المناوبين في المستشفى.
وأعلنت مصادر طبية في المستشفى صباح اليوم رسمياً عن وفاة العرعير، منوهة في الوقت ذاته إلى وجود آثار كدمات وازرقاق في جسمه، مما يدل على تعرضه للضرب والتعذيب.
وكانت المباحث الطبية قد حققت في سبب إقدام العرعير على الانتحار، فتبين من خلال التحقيقات أن يوم إعلان نتائج الثانوية العامة "التوجيهي" لم يمض على خير بالنسبة لعائلة الطالب نضال العرعير، فما إن تم الإعلان عن النتائج ولم يظهر اسم "نضال" كناجح حتى ساد الحزن عليه وعلى والده الذي علق آمالا كبيرة على ابنه كي يُكمل له تعليمه.
ولم يحتمل والده رسوبه، فصب جام غضبه عليه وضربه بقسوة على اعتبار أنه "فضحه وجلب العار له"، بعد أن كان يخطط له مستقبلا يفتخر فيه أمام عائلته، ولم يكتف والده بضربه فور معرفته بأنه راسب، بل اعتدى عليه مرة أخرى في الليل، كما نقلت مصدر في المباحث.
ووفق تحليلات المباحث فإن العرعير وصل لمرحلة من اليأس والاكتئاب لدرجة قرر إنهاء حياته بيده بدلاً من "الذل والعار" الذي لحقه طوال حياته ولن يستطيع مواجهة المجتمع بعد اليوم، كما وصف له والده حياته بعد رسوبه.
ورسمياً أكد الناطق باسم الشرطة أيمن البطنيجي أن العرعير مات منتحرا بعد أن أقدم على شنق نفسه، على خلفية رسوبه في امتحانات التوجيهي.
وقال البطنيجي : الشاب أقدم على الانتحار على ما يبدو نتيجة ضغوط نفسية وليست اقتصادية، وهو ما يعزي انتحاره عقب النتائج، فهو لا يمتلك قدرة على تحمل مواجهة الحياة والإيمان بالقدر، بل ربط حياته على شيء معين وإذا لم ينجح ينهي حياته بيده".
وأضاف البطنيجي:" غالبا مثل هذه الحالات التي تقدم على الانتحار تندرج من عائلات غير ملتزمة دينياً، فحين يسيطر عليهم الاكتئاب لأي سبب كان لا يؤمنون بالقضاء والقدر ويفضلون وضع حد لحياتهم، ولكن ذلك لا يفيد فهم خسروا الدنيا والآخرة".
يذكر أن ثلاث حالات انتحار شهدها قطاع غزة العام الماضي، عقب إعلان النتائج الثانوية.