نعم لا يوجد شخص أي كان أو قائد منزّه، ولا يوجد قائد معصوم عن الخطأ، بل أن الله سبحانه وتعالي حذر ذات الانبياء الكرام من الانزلاق أو الزلل، وكما قال لسيدنا داوود عليه السلام ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ وغيرها من الآيات الكريمة.
في احد اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح وجهت ذات الخطاب مستخدما الآية الكريمة في مواجهة سياسات يشرف عليها الاخ الرئيس أبومازن، ولأن المقام يستدعي حسن الصلة والحوار، فبعد ان نقدت عددا من تصرفات الحكومة الفلسطينية التي يشرف عليها الرئيس
قلت: وانا اقول تعقيبا على النقد والآية يا بكر ابوبكر إنا جعلناك في الحكم خليفة فاحكم بين الناس بالحق!
فتبسم الاخ أبومازن وفهم المقصود.
لذا فإن منطق الحوار هو أن هدفنا واحد، فنحن في ذات المركب وأننا نتعامل مع المشتركات فلا نلطم ولا نصرخ ولا نشتم أو نخوض في الأعراض، والاتهامات التي إن بدأت لا تنتهي الا بالفحش وهو مراد اللاهثين وراء خراب الأمة ودمارها ولو من خرم إبرة لا يرون منها الخيط المنسوخ وإنما الشرخ.
السوقة فقط هم من يتعاملون بردة الفعل والتي غالبا ما تكون غير مصانة، أما العقلاء فيقلبون الأمر على أوجهه ويقدمون الهدف الأكبر على العقلية التأثرية أو الرد المتسرع وغير المتزن.
وفي المقابل فإن القادة فقط هم من يتسع صدرهم ولا يضيق عند سماع الرأي الآخر وعند نقد مواقفهم بل ويشجعونه وإن خالفهم.
في هذا الإطار علينا أن نُعلي الصوت لتوضيح الحق وتصويب ما نراه حيادا عن الحق بكل مودة وانسيابية وحجة، ومن لا يتعامل بالحجة والمنطق، وإنما بالسفاهة والصفاقة وكيل الشتائم أو تدبيج قصائد المديح فهو ليس منا .