لا يخفى على أحد المبلغ الباهظ الذي يدفعه من يقيم في فندق سوفيتيل نخلة جميرا في دبي، وهو ما يعادل 557 دولاراً لليلة الواحدة. ويحظى من يقضون إجازاتهم في هذا الفندق بإقامة فارهة بأجنحة تطل على الشاطئ، وخدمات غرف على مدار اليوم، وحق استخدام ستة حمامات سباحة خارجية و500 متر من الرمال البيضاء المخصصة لنزلاء الفندق. وقالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير لها، إنَّ ما بقي طيَّ الكتمان هو هوية مالكي الفندق، والذي اتضح جلياً أن ملكيته تعود إلى ابنتي الرئيس الأذريبجاني إلهام علييف، كما ترجع ملكية قطعتي الأرض اللتين يُقام عليهما فندق سوفيتل إلى شركة مسجلة في دبي تحمل اسم الصحراء، وفقاً لما أظهرته سجلات مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP).
تجارة العائلة الرئاسية
وشركة الصحراء ملكية مشتركة بين ابنتي علييف، ليلى وأرزو، وفقاً لما صرَّحَت به مصادر اشترطت عدم الكشف عن أسمائها لمشروع دافني، الذي يشكل جهداً مشتركاً بين الغارديان ورويترز ونيويورك تايمز. وقد أسس المشروع، بقيادة مؤسسة Forbidden Stories الفرنسية، لإكمال التحقيقات التي بدأتها دافني كاروانا غاليزيا، التي قُتلت في انفجار سيارة مفخخة في شهر أكتوبر/تشرين الماضي. ومن المحتمل أن تثير هذه المعلومات أسئلةً جديدةً حول الأسرة الحاكمة في أذربيجان، التي تعرضت لانتقادات واسعة لافتقارها إلى الشفافية في المعاملة، وحبس الصحفيين، وفرض قيود على حرية التعبير منذ تولي علييف زمام السلطة عام 2003. وتشير التقارير إلى أن شركة الصحراء تأسَّسَت عام 2004، وتتشارك كل ابنة من ابنتي الرئيس حصة 50% منها. ويبدو أن ابنتَي الرئيس كانتا تشرفان على توسعة أعمال إمبراطورية أعمال وعقارية تضم عقارات في لندن وفنادق وشركات اتصالات وتعدين. ولا يُسمح للعامة بموجب القانون الإماراتي بالاطلاع على سجلات الأراضي في دبي، على عكس التشريعات في أماكن أخرى من العالم، مثل المملكة المتحدة. ولم يُفتضح أمر محفظة أعمال علييف إلا بتسريبات حصل عليها مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد. وتغطي المعلومات المكشوفة الفترة من 2014 وحتى 2016. وربما شهدت ملكية الأراضي تغييرات منذ ذلك الحين، فيما رفضت أسرة علييف إبداء أي تعقيب على هذه الأخبار.
استملاك المزيد من الفلل
وإلى جانب فندق سوفيتيل، يبدو أن شركة الصحراء قد استحوذت على 16 فيلا في جزر جميرا المجاورة. ويعد مشروع جزر جميرا، وهي أرخبيل اصطناعي مبني وسط بحيرة شاطئية، أكثر المناطق التي تشهد طلباً كبيراً في دبي. ويكلف سعر الفيلا الواحدة فيها، متوسط 2.78 مليون دولار، وجميع الفيلات مبنية وسط حدائق وارفة ومساحات مائية. ويظهر أن السجلات أيضاً تؤكد تقريراً سابقاً نشرته صحيفة Washington Post بأن الأختين، وأخاهما حيدر علييف، اشتروا 17 عقاراً فارهاً في جزيرة نخلة جميرا. وتبلغ قيمة قطع الأراضي، المسجلة بأسمائهم ما يقرب من 97 مليون دولار. ولا توجد شبهة عمل جنائي في هذا الأمر، بالرغم من أن هذه الإفصاحات يحتمل أن تجدد المطالبات الدولية بتحقيق مزيد من الشفافية من جانب حكومة أذربيجان. ويرد علييف على أي انتقادات توجَّه لقيادته للبلاد بأنها شائعات تهدف إلى تشويه سمعته. ويحاجج بأن أذربيجان دولة ديمقراطية تعقد انتخابات عادلة ونزيهة. عاد علييف إلى سدة الحكم لسبع سنوات أخرى في وقت سابق من الشهر الجاري، بأغلبية 86% من الأصوات، في انتخابات شهدت مقاطعة أحزاب المعارضة الرئيسية.