نظم عشرات الصحفيين والصحفيات، اليوم الخميس، جنازة رمزية للشهيد الصحفي أحمد أبو حسين، الذي استشهد متأثراً بجراحه التي أصيب بها أثناء تغطيته فعاليات الجمعة الثالثة من مسيرات العودة على حدود قطاع غزة.
وحمل المشاركون في الجنازة التي دعت إليها نقابة الصحفيين الفلسطينيين، نعشاً رمزياً لف بالعلم الفلسطيني، وعلقت عليه صور الشهيد أبو حسين، والشهيد الصحفي ياسر مرتجى الذي ارتقى في 7 نيسان الحالي برصاص الاحتلال.
وجاب المشاركون الشوارع وسط مدينة رام الله، حاملين النعش على الأكتاف، تزامناً مع تشييع جثمان الزميل أبو حسين في قطاع غزة إلى مثواه الأخير.
بدوره، قال نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر: إن هذه جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين في محافظات الوطن، لافتا إلى أن 24 صحفيا ارتقوا شهداء منذ العام 2013، آخرهم الزميلان ابو حسين ومرتجى، إلى جانب 2500 انتهاك آخر بحق الصحفيين ووسائل الإعلام.
ووصف جريمة قتل الصحفيين أبو حسين ومرتجى بأنها عملية اغتيال، كونهم يرتدون الزي الخاصة بالصحافة، ويحملون الشارات الدالة على ذلك، لكن ذلك لم يمنع الاحتلال من إطلاق النار عليهما وقتلهما عمدا، وإصابة 24 آخرين بجروح مختلفة.
وبيّن أن الاحتلال يرتكب هذه الجرائم بقرار رسمي إسرائيلي، مؤكدا استمرار الجهود لملاحقة مجرمي الحرب من قادة الاحتلال وحاسبتهم في القضاء الدولي، حتى لا يفلت أحد منهم من العقاب.
وأشار أبو بكر، إلى أن النقابة بدأت حملة دولية، وكانت قد أبلغت مؤسسات دولية عدة باستشعارها خطرا على الصحفيين، خاصة بعد إعلان حكومة الاحتلال في 15 شباط من العام 2016، نيتها شن حرب على الصحافة الفلسطينية، وها هي تترجم هذا القرار إلى أفعال.
وأوضح أن الاحتلال يهدف من وراء قتل الصحفيين إلى تكميم الأفواه والتغطية على جرائمه، ولأنهم لا يريدون للحقيقة أن تصل للعالم حتى تبقى جرائمهم طي الكتمان.
وكان الزميل الصحفي أحمد أبو حسين، قد أصيب برصاص متفجر أطلقه عليه قناص إسرائيلي خلال تغطيته الصحافية لمسيرات العودة في غزة يوم الجمعة 13 من نيسان الجاري، وجرى نقله لرام الله بعد يومين من الإصابة، حيث قُيمت حالته الصحية بأنها حرجة للغاية، وعلى إثرها تم تحويله إلى قسم العناية المكثفة بمستشفى تل هاشومير بالداخل المحتل.
ومع استشهاد أبو حسين يرتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى اثنين، حيث استشهد الزميل ياسر مرتجى متأثرًا بجراح أصيب بها بعد أن قنصه جيش الاحتلال الإسرائيلي في الجمعة الثانية لمسيرة العودة 4/ابريل قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، خلال تغطيته مسيرات العودة.
ويذكر أن الشعب الفلسطيني بدأ في 30 آذار/ مارس الماضي، حركة احتجاجية أطلق عليها "مسيرات العودة" بالتزامن مع ذكرى "يوم الأرض"، حيث ستكون ذروتها في ذكرى النكبة في 15 أيار/ مايو، للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، واستشهد جراء ذلك 50 فلسطينيًا، في حين أصيب نحو 5 آلاف بجراح متفاوتة.