قال كاتب إسرائيلي إن حركة "حماس" ليس لديها ما تقدمه لسكان قطاع غزة باستثناء "المظاهرات العنيفة والهجمات"، في الوقت الذي تستعد فيه لمزيد من "جولات العنف"، وفقا له.
وأضاف البروفيسور أيال زيسر في مقال له بصحيفة "يسرائيل هيوم" أن "السلطة الفلسطينية في رام الله في حالة شلل؛ بسبب تصارع القوى، وربما بداية الصراع على المميراث".
واستدرك : "لكن أبو مازن ورفاقة لا يريدون ولا يمكنهم الفرار من الشرك الذي أدخلوا أنفسهم فيه عندما أداروا ظهرهم لجهود الإدارة الأمريكية لتجديد عملية السلام"، على حد تعبيره.
وعدّ أن الحركة الوطنية الفلسطينية تواجه احدى أسوأ لحظات وجودها"، متابعًا : "هناك من يدعي، حتى بين الفلسطينيين أنفسهم، أنها وصلت إلى نهاية طريقها".
وعزا ذلك إلى أن "أهدافها، حتى أقلها، تبتعد عن متناول اليد"، مردفًا : "على أي حال، لم يعد مصيرهم في أيديهم وأيدي قادتهم - سواء كانت السلطة الفلسطينية، التي تعتمد الآن على المجتمع الدولي، أو حماس ، التي عادت الآن إلى أحضان إيران"، بحسب قوله.
وتطرق لمسيرات العودة الكبرى، إذ ادعى أنه "من أسبوع لآخر، يتناقص عدد سكان غزة المستعدين للمشاركة فيها".
وقال : "لم تعد حماس تخفي أن الغرض من المظاهرات ليس مسيرات احتجاج سلمية، وإنما خلفية لمحاولات الهجوم، فضلاً عن تدمير السياج الحدودي والمرافق العسكرية والمدنية في الجانب الإسرائيلي".
وأضاف : "يمكن الافتراض أنه في شهر أيار، وحتى الخامس عشر من الشهر، الذي يحيي فيه الفلسطينيون كارثتهم (يوم النكبة)، سيتم تسخين الحدود وستحاول حماس تحفيز السكان على الخروج في " مسيرة العودة" وتذكير إسرائيل والعالم بأن الفلسطينيين ما زالوا ملتزمين بحلم العودة، الذي يعني عمليا القضاء على دولة إسرائيل".
وذكر أن "إحياء الإنجازات التي حققتها إسرائيل خلال سنواتها السبعين يشكل فرصة ممتازة للفلسطينيين؛ لإجراء حساب مع النفس حول نقاط خطأهم، وما الذي يمكن أن ينقذهم من الطريق المسدود الذي وصلوا إليه"، مستدركًا : "لكن من المشكوك فيه أنهم يتوجهون نحو هذه العملية".
وتابع : "بعد مائة عام من المواجهة (منذ إعلان بلفور)، سبعون سنة من الصراع، وربع قرن على اتفاقيات أوسلو، التي كان من المفترض أن تجلب للفلسطينيين الراحة والأرض، يبدو أنهم يخسرون حتى القليل الذي حققوه على مر السنين".
وأردف قائلا : "لطالما كانت الحركة الوطنية الفلسطينية صورة عاكسة للصهيونية، والقصد هو أن مولدها كان ردة فعل ونتيجة لظهور الصهيونية".
وزاد : "من هنا، فإن النضال ضد الفكرة الصهيونية والرغبة في أن تكون نقيضاً لكل ما تمثله إسرائيل وترمز إليه، كان ولا يزال، ليس فقط قاسماً مشتركاً وعاملاً موحداً، ولكنه أيضاً مكون أساسي في تعريف الهوية الفلسطينية. ومع ذلك، فإن هذا لا يكفي للحفاظ على حركة وطنية ناجحة ومنتصرة وقيادتها لتحقيق إنجازات".
وفي السياق قال : "يبدو أن مصادر الضعف الفلسطيني كانت وستبقى بلا تغيير: غياب الهوية الوطنية التي تتغلب على القبلية والحمولة أو القرية، والتي لها علاقة بإلغاء الآخر (والمقصود هنا الصهيونية)، غياب قيادة شرعية وفعالة تحدد مسارًا وتعبئ الجمهور لمتابعته، ضعف اقتصادي، وفوق هذا كله، الاعتماد على قيام الآخرين بإنقاذ الفلسطينيين من ضائقتهم".
وأشار إلى أن الفلسطينيين علقوا آمالهم في عام 1948 و1967، على الدول العربية، مستدركًا : "أما الآن فيعلقون الأمل على المجتمع الدولي، الهيئة الكالحة التي لا حياة لها"، وفقا لقوله.
واعتبر أن الواقع الحالي صعب النسبة لإسرائيل بداعي أن "الأمل كاذب" في وجود شريك فلسطيني في يوم من الأيام سواء للاتفاق أو حتى حالة قطاع غزة، لوقف إطلاق النار "الهش".
وختم مقاله قائلا : "من الصعب أيضاً الافتراض بأن الفلسطينيين في وضع يسمح لهم بالموافقة على حل وسط، ناهيك عن حل يكون مقبولا على إسرائيل، الجانب القوي في معادلة القوى".
وقال : "مستقبل التعامل مع الفلسطينيين يطرح كليا على عتبة إسرائيل، ومن المشكوك فيه ما إذا كان الفلسطينيون قادرين أو راغبين، في وضعهم الحالي، على المشاركة فيه".