أكد عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، على أن الصمت المستمر الذي يخيم على قطاع العمل الخيري الدولي، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، إزاء حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة منذ أكثر من 14 شهرًا، يمثل تخليًا فاضحًا عن المسؤولية الإنسانية وخيانة واضحة للمبادئ العالمية للعدالة.
واستشهد دلياني بنتائج استطلاع حديث أجرته مؤسسة "Alliance" البحثية، حيث أظهرت أن حوالي 59% من المؤسسات الخيرية الدولية في الغرب اختارت التزام الصمت خوفًا من تداعيات مهنية وإعلامية قد تلاحقها، في تجسيد واضح لتخاذل أخلاقي عميق يهدد مصداقية هذا القطاع ويضع التزامه المعلن بمبادئ العدالة والكرامة الإنسانية موضع تساؤل.
وفي تصريح وصل وكالة "خبر"، قال دلياني: "إن إسكات الأصوات المطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة، وطمس النداءات المتمسكة بتجسيد الحقوق الوطنية الفلسطينية وفق القانون الدولي، ليست مجرد حالة عشوائية، بل هي استراتيجية صهيونية ممنهجة تهدف إلى حماية مرتكبي جرائم الحرب من المحاسبة.
الصمت هنا لا يعني الحياد، بل هو مشاركة مباشرة في جريمة الإبادة". وأشار إلى أن تقارير مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تكشف عن أرقام صادمة، حيث إن 70% من ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة هم من النساء والأطفال، و80% من الشهداء ارتقوا في مناطق سكنية، مما يعكس استهدافاً متعمداً للمدنيين الأبرياء.
وعلى الرغم من هذه الحقائق المروعة، يواصل قطاع العمل الخيري الدولي تجاهله الواضح لهذه الكارثة الإنسانية، ما يثير تساؤلات خطيرة حول مدى ارتباطه بمبادئ العدالة والمساواة.
وشدّد على أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال الاختبار الحقيقي للضمير الإنساني العالمي، مضيفاً: "إن امتناع نسبة كبيرة من المؤسسات الخيرية الدولية عن اتخاذ موقف واضح ضد حرب الإبادة هذه لا يؤدي فقط إلى تعزيز السياسات العنصرية والقمعية الاسرائيلية، بل يُضعف أيضًا القيم التي يدّعي قطاع العمل الخيري الدولي التمسك بها".
كما أشار إلى نتائج استطلاع "Alliance" التي أظهرت وجود انقسام داخلي حاد بين الموظفين المهنيين في هذه المؤسسات، الذين يدفعون نحو اتخاذ مواقف واضحة ضد حرب الإبادة الإسرائيلية، ومجالس إداراتها التي تمارس ضغوطاً للتراجع عن ذلك.
وأوضح أن هذا الانقسام يعكس أزمة هيكلية أوسع داخل منظومة العمل الخيري العالمي، حيث تتحكم التحيزات السياسية والعنصرية في توجيه السياسات التمويلية وجدول أعمال المناصرة، مما يُكرّس هيمنة المحتل وشرعنة جرائمه.
وفي نداء واضح، دعا دلياني، قطاع العمل الخيري الدولي إلى رفض ذريعة الحياد الزائف، قائلاً: "الحياد في مواجهة الفصل العنصري والإبادة الجماعية ليس سوى اصطفاف مع الظلم والقمع وجرائم الحرب".
وختم دلياني حديثه، بالتأكيد على ضرورة أن يعيد قطاع العمل الخيري العالمي ارتباطه بمبادئه الإنسانية الجوهرية، داعيًا إلى التضامن العملي مع شعبنا الفلسطيني، وذلك لأنه لا يجب أن يُقابل حمام الدماء الإسرائيلي في غزة بصمت، بل بردود فعل حازمة تعكس تضامناً حقيقياً مع الضحايا.