قال وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، إن معركة نقل السفارات الى مدينة القدس المحتلة بدأت فاشلة وسنعمل على إفشالها بالكامل عبر المزيد من الاجراءات السياسية والدبلوماسية، وضمان خلق رأي عام رافض داخل تلك الدول، بالإضافة الى الشكاوى القانونية والقضائية.
وأضاف في تصريحات بهذا الخصوص اليوم الأربعاء، إنه عندما كانت تنجح دولة فلسطين في كسب تصويت غالبية الدول الأعضاء، سواء في الجمعية العامة أو مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان أو اليونسكو أو غيرها، كان يخرج علينا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ليقول مُدعياً أن لدى فلسطين غالبية أوتوماتيكية والمهم ليس العدد وإنما حجم وقيمة وتأثير ونفوذ هذه الدول، الآن وعندما ننظر الى موضوع نقل السفارات من تل أبيب الى القدس نجد أن نتنياهو لم يخرج من إطار مجموعة الدول التي صوتت ضد القرار الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة امتثالا للضغط والابتزاز الأمريكي أو لطبيعة النظام في تلك الدول.
وأوضح المالكي، "لدينا على سبيل المثال رئيس إفنجيليكي في غواتيمالا المُتهم بالفساد، وهناك قضايا عديدة تلاحقه ونصف عائلته داخل السجون، وهو يعتقد أن الوقوف مع أمريكا وإسرائيل قد يُجنبه الاعتقال في بلده، وهكذا عندما ننظر بالتفصيل في كل حالة من حالات الدول التي جاءت اسرائيل على ذكرها، نرى بوضوح أن هناك ما يدعو رأس هذه الدولة أو تلك لاتخاذ مثل هذه الخطوة مستفيداً من نتائجها، فعلى سبيل المثال، رئيس باراغواي الذي من المفترض عليه أن يُسلم الرئاسة للرئيس المنتخب، يحاول السباحة في الفترة الانتقالية التي يحظر عليه فيها اتخاذ أي قرار سياسي أو دبلوماسي أو قانوني، ومع ذلك نرى ذلك الرئيس الذي وظّف رئيس حملة نتنياهو الانتخابية رئيساً لحملته الانتخابية، وسمح للأمن الإسرائيلي التدخل في الإجراءات الأمنية لبلاده دون حسيب أو رقيب، نراه يشعر بأن خطوة من هذا النوع يمكن أن توفر له أجوء آمنة في إسرائيل، رغم أن قراره المنفرد أثار زوبعة سياسية في بلاده وداخل حزبه وحكومته، والأمور لم تتوقف عند هذا الحد بعد".
وتابع الوزير المالكي، "أما رومانيا وتشيكيا فواضح أن هناك تراجعاً في التصريحات السابقة التي صدرت بهذا الخصوص، خاصة وأن الجهات التي صرحت في كل من البلدين لا تمتلك الصلاحيات الدستورية لاتخاذ مثل هذا الموقف".
وشدد المالكي على أن هناك إجراءات دستورية مستمرة، وتتم مواصلة العمل ليلاً نهاراً من أجل إفشال هذه المحاولة الإسرائيلية، وإفشال هذه التظاهرة التي تحاول وبشكل استعراضي إظهار العالم وكأنه يقف مع اسرائيل، بينما في الواقع اسرائيل سياسياً ودبلوماسياً تعيش عزلة دولية.
وقال "نحن على يقين بأن التاريخ سيعيد نفسه كما كان الحال قبل أكثر من 30 عاماً عندما نقلت بعض هذه الدول سفاراتها الى القدس المحتلة، ثم اضطرت لإغلاقها والعودة الى تل أبيب، وها هي بعض تلك الدول تعيد الكرة من خلال قيامها بنفس الإجراء، مدركةً تماماً أن هذا الإجراء هو عملية تظاهرية إعلامية لتحقيق مكاسب شخصية لقادة تلك الدول على حساب مصالح شعوبها، وأن هذه القرارات سوف يتم إلغاؤها في اللحظة التي يخرج فيها ذلك المسؤول من منصبه، أو يتم زجه بالسجن بسبب اتهامات الفساد التي تلاحقه".