أعلن مدير عمليات الاونروا في غزة روبرت تيرنر ان منظمته بدات اليوم توزيع الدفعات الاولى على عدد من الذين دمرت بيوتهم بصورة شاملة وذلك بعد ان تم اقرار الية جديدة بين السلطة واسرائيل لاعادة اعمار البيوت المدمرة كليا.
وقال تيرنر في مؤتمر صحفي اخير قبل مغادرته منصبه ان " الحصار المفروض على غزة قد جرد سكان القطاع من أبسط حقوق الإنسان
والناس في غزة لا يمكن إنكار حقهم الأساسي عليهم وحريتهم إلى الأبد" موضحا "إن اللاجئين الفلسطينيين في غزة بحاجة إلى ما هو أكثر من المعونات، إنهم بحاجة إلى حل عادل".
واضاف "من السهل أن ننظر إلى الوضع في غزة ونشعر باليأس لان الأمور لن تتحسن للأفضل ولكن أحد الأشياء الرائعة حول الفلسطينيين في غزة هو أنهم لم يستسلموا لليأس على الأقل حتى الأن وإنهم يتطلعون للمستقبل، ويسعون لتحسين ظروف حياتهم من أجلهم ومن أجل أطفالهم".
وتابع "أود أن أشارككم بحكاية صغيرة قلتها مرارا لما لها من أثر عميق علي ..في منتصف حرب 2012 ، قمت بزيارة أحد عياداتنا الصحية والتي كانت تعمل حينها، وقد كان في العيادة مجموعة من الأمهات الصغيرات مع أطفالهن الرضع وقد سألت الطبيبة التي كانت برفقتي أثناء زيارتي للعيادة عما كانت الأمهات تفعله هناك، وقالت انهن اتصلن بالعيادة صباحا لمعرفة إن كانت العيادة مفتوحة في ذلك الوقت وحينما علمن أنها كذلك قمن بإحضار أطفالهن للتطعيم خلال الحرب ..قمن بإحضار أطفالهن ليتم تطعيمهم بينما القنابل كانت تسقط على غزة".
وتابع "إننا نناقش دوما في العالم الإنساني نظريات الصمود وكيف أن المجتمعات تتأقلم وتتعايش مع الصدمات، في غزة يواجه الناس الأزمات والحروب المتتالية وهذا الواقع يستنزف هذا الصمود والتعايشولكن الناس في غزة يبقى لديهم هذا الكم من المرونة ، وإن هذا الصمود هو جزء من النسيج الاجتماعي".
وقال "أنا متفائل بطبيعتي ولكنه كان من الصعب التعبير عن هذا التفاؤل خلال السنوات الثلاث الماضية وحربين في خلالهما، ولكن هذه المرونة هو السبب ليكون لدينا بعض التفاؤل وإحساس حقيقي بأنه إذا أعطيت الفرصة فإن غزة ستنهض مجددا" موضحا "أي تفاؤل هنا يجب أن يكون حذرا جدا ومع أنني أؤمن بوجود فرصة نادرة لتحسن الوضع في غزة ولكن هذا لا يعني أن الأمر يخلو من المخاطر ومن احتمالية عالية للفشل
فما يزال الحصار مفروضا وأثاره المدمرة لا يمكن إنكارها أو التغاضي عنها ولا يوجد عذر لها ولكنني أرى رغبة حقيقية من الجانب الإسرائيلي لمعالجة بعض أسوأ هذه الأثار ولكن هذا ليس كافي وليس هذا هو المطلوب ( إنهاء كامل للحصار) ولكنه فرصة لم تتاح خلال السنوات الثماني الماضية".
وقال "لقد كانت وتيرة إعادة الإعمار بطيئة وأنا أشارك السكان الإحباط الذي يشعرون به حيال هذا الأمر ولكنني أؤمن أننا نتجاوز مرحلة حاسمة وأن تقدما جوهريا سيمكن تحقيقه خلال الأشهر القادمة وهذا الأسبوع وللمرة الأولى منذ الحرب فإننا نصرف دفعات للأسر للبدء بإعادة إعمار مساكنهم المدمرة كليا وهذا أمر طال انتظاره كثيرا، والأسر المستفيدة من هذه الخطوة أقل كثير مما يجب للوقت الحالي ولكنه تقدم حقيقي. وأنا أؤمن أنه يمكن توقع أن تشهد الأسابيع والأشهر المقبلة المزيد من الإعلانات الإيجابية حول إعادة الإعمار".
وبين "هذا لا يعني عدم وجود مشكلات بما في ذلك الشلل السياسي القائم والذي ترك غزة فعليا بلا حكم لأكثر من عام وهذا لا يعني أنه تمت معالجة الأسباب الحقيقية للعنف والصراع المتكررموضحا "ولكنني لا أرى نفس الوضع الذي كنا عليه منذ عام عندما كانت كافة أطراف النزاع تستعد للحرب وتخفق في اتخاذ الخطوات اللازمة أو الضرورية لتهدئة الوضع".