دعا القائم بأعمال وزير الاعلام فايز أبو عيطة، وزراء الإعلام العرب إلى ضرورة تبني ودعم رؤية الرئيس محمود عباس للسلام والمرتكزة إلى القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وتحديدا إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وضرورة تسليط الضوء الاعلامي عليها كونها فرصة تاريخية يجب التقاطها.
وشدد أبو عيطة في كلمته أمام أعمال الدورة الـ49 لمجلس وزراء الإعلام العرب برئاسة الجزائر في الجلسة المغلقة والتي انطلقت أعماله اليوم الأربعاء، في جامعة الدول العربية، على أن حماية وتعزيز أمننا العربي والاقليمي بل وعمقنا الدولي أيضا لا بد أن يكون بتماسك جبهتنا العربية لتحصين وحماية دولنا وشعوبنا من الاخطار والتهديدات التي تشتد من حولنا، وصون سيادتنا وهذا لن يتحقق الا من خلال "عمل إعلامي عربي موحد" يقوم على مراجعة منهج عمل مؤسساتنا الإعلامية وتبادل الخبرات في المجال الاعلامي وتفعيل الاتفاقيات والاستراتيجيات الإعلامية العربية لتأسيس شراكة فاعلة ومثمرة لمواجهة التطرّف الديني والارهاب والجريمة أيا كانت مواطنها أو جبهاتها والسير نحو سيادة الأمن والسلم الدوليين .
وطالب أبو عيطة، المؤسسات الإعلامية الشقيقة بكشف خطورة نقل السفارة الأميركية إلى القدس وإعلان رفض هذا التحدي للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن، داعيا الدول الأعضاء الى تخصيص مساحة دائمة للقضية الفلسطينية وللقدس تترجم فعليا قرارات القمم العربية ومواقف الدول الشقيقة.
وحث على ضرورة البدء في جهد مشترك بالتنسيق مع وزرات التربية والتعليم في الدول الأعضاء لإقرار منهاج اعلامي موحد لكليات الاعلام والاتصال، وتشكيل لجنة فنية دائمة للتنسيق بين وسائل الاعلام تبدأ عملها بشكل فوري لمتابعة القدس ونقل السفارة وتحديد الخطاب العربي وتوحيده، وان تضع الجامعة العربية كل التسهيلات اللازمة لها.
وطالب ابو عيطة، باعتماد مصطلح "القدس عاصمة فلسطين" في الكتابات ونشرات الاخبار والمراسلات الرسمية، وضرورة تكثيف انتاج وتبادل البرامج الإعلامية بين كافة الدول العربية، بما يعزز الحضور الاعلامي للقضية الفلسطينية ودعوة وزارات الثقافة والشباب العربية لتنظيم فعاليات ثقافية ذات طابع جماهيري تبرز قضايا القدس .
وقال، إن شهر نيسان الماضي سجل 93 انتهاكا بحق حرية الصحافة الفلسطينية نفذها الاحتلال الاسرائيلي، حيث استشهد الصحفيان ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين باستهداف مقصود وقتل بدم بارد، بالإضافة إلى إغلاق وتخريب مؤسسات إعلامية في القدس، مؤكدا ضرورة توفير الحماية الدولية للصحفيين ولمؤسساتها الإعلامية الفلسطينية .
وأضاف، إن إعلام الاحتلال الاسرائيلي يحاول الترويج بأن دولا عربية تحاول التقرب منها وأن التطبيع معها مسألة وقت في محاولة لتشويه الموقف العربي الأصيل من هذا الاحتلال وفي محاولة لكسر وحدة هذا الموقف وللضغط على الفلسطينيين والنيل من معنوياتهم .
وأشار إلى أن شعبنا في قطاع غزة يقوم بتظاهرات سلمية على الحدود مطالبا بعودته التي طال انتظارها سبعة عقود وهي تواجه بإرهاب لا مثيل له تنشر القناصة وتقتل الأطفال برصاص متفجر ومحرم دوليا والرصاصة لا تقتل بل تسبب البتر لتترك لنا شعبا من المعاقين.
وأكد أبو عيطة، أن القدس تتعرض لأكبر عملية تشويه في تاريخها اذا يجري طمس معالمها العربية وتهويدها ونزع روحها الاسلامية والمسيحية ويجري العمل على إبادة هويتها.
وقال في ختام حديثه، إن "فلسطين شهدت الأسبوع الماضي حدثا هاما حيث انتهت أعمال الدورة العادية الثالثة والعشرين للمجلس الوطني الفلسطيني التي حملت اسم القدس وحماية الشرعية الفلسطينية، وهو العنوان الذي يوحد قلوب الاشقاء حول زهرة المدائن، حيث جدد المجلس ثقته بالرئيس محمود عباس رئيسا منتخبا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيسا لدولة فلسطين ودعمه في مواجهة حملة الاستهداف الظالمة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل".