قدم الباحث وائل عبد الكريم، بحثاً يسلط الضوء على دراسة التراكيب النحوية المصوبة في معجمي الأخطاء الشائعة والأغلاط اللغوية المعاصرة لمحمد فريد العدناني، والذي عالج فيهما الأخطاء اللغوية الشائعة، بالشرح والتمثيل، وقد رصد البحث الآراء النحوية للعدناني، مع تتبع آراء النحاة قديمًا وحديثًا، ثم عقب برأي الباحث، وقسم البحث إلى تمهيد، ومباحث، و خاتمة.
وعنون الباحث رسالته، بـ"التراكيب النحوية المصوبة عند محمد العدناني في معجميه : معجم الأخطاء الشائعة ، ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة".
وفيما يلي ملخص الرسالة:
يسلط هذا البحث الضوء على دراسة التراكيب النحوية المصوبة في معجمي الأخطاء الشائعة والأغلاط اللغوية المعاصرة لمحمد فريد العدناني، والذي عالج فيهما الأخطاء اللغوية الشائعة، بالشرح والتمثيل، وقد رصد البحث الآراء النحوية للعدناني، مع تتبع آراء النحاة قديمًا وحديثًا، ثم عقب برأي الباحث، وقسم البحث إلى تمهيد، ومباحث، و خاتمة.
وتناول التمهيد حياة العدناني ونشاطه الأدبي واللغوي، ثم التعريف بمعجمي الدراسة وسبب التأليف ومنهج الدراسة، ولمحة تاريخية للتصويب اللغوي، والعدناني بين التأثر والتأثير، وجاءت مباحث الدراسة على النحو التالي: المفعول فيه وما يتعلق بإعرابه أو إعراب ما بعده، الإضافة وما يتعلق بالجر على المجاورة أو تعدد المضاف لمضاف إليه واحد، التوكيد المعنوي بكلاهما أو ذات وجمع عين ونفس وجرهما بحرف جر زائد، النداء من حيث الترخيم أو الجمع بين المعوض والمعوض عنه، الممنوع من الصرف من حيث جواز المنع أو الصرف للعَلَم، الفعل المضارع بين جواز الفصل والمنع بما قبله من أدوات استفهام أو توكيد وإعرابه، العدد وما يتعلق بجواز التأنيث والتذكير، النسب للأسماء المضافة والظروف، متفرقات نحوية شملت مسائل لم يتم تبويبها في المباحث السابقة، وأخيرًا تناولت الخاتمة أهم النتائج التي توصل إليها البحث مختتمًا التوصيات.
التعريف باللغوي محمد العدناني :
وهو محمد بن فريد بن خورشيد المعروف بالعدناني. ولد في مدينة جنين* بفلسطين في 26 آذار مارس 1903م، ويرجع نسبه إلى أسرة الحسيني " وهي أسرة ما زال دورها بارزًا في مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية الفلسطينية .
عاش العدناني ثمانية وسبعين عامًا سلخ فيها شبابه وكهولته وصدر شيخوخته وهو يدأب في البحث عن كنوز الضاد وتعليم الناطقين بها في الجامعات ودور المعلمين.
انتقل العدناني في أمصار البلاد العربية يعلم الجيل تلو الجيل ومن جامعة إلى أخرى.
وامتاز العدناني بثقافته الواسعة، وسرعة بديهته عرف العدناني بعزة نفسه، ودماثة خلقه، معتزًا بعروبته .
وعرف قربه من طلابه، وكانت تزدان بالمحبة والألفة التي تجمع بين الطالب ومعلمه .
ارتقى في الوظائف الإدارية وتقلَّد مناصب مهمَّة انعكاسً لاجتهاد العدناني في حياته العلميَّة .
ومنح عضويَّة شرف في مجمع اللغة العربية الأردني.
ومن أهم أعمال العدناني :
صاحب المؤلفات والبحوث اللغوية العديدة شعرًا ونثرًا ونقدًا.
النشاط الأدبي : المجموعة الشعرية سمَّاها (العدنانيات) وهي: (اللهيب)، (فجر العروبة)، (الوثوب)، (الروض)، (ملحمة الأمومة) :
ومن آثاره في الأدب والنقد:
- دراسة أدبية بعنوان (حول مقال طه حسين عن حافظ وشوقي)
- دراسة نقدية بعنوان (أمير الشعراء بين العاطفة والتاريخ)
- قصة واقعية بعنوان (في السرير) وصف فيها مرض صديقه الأديب ألبير أديب صاحب مجلة الأديب اللبنانية.
- وقصة (أبو بكر) بمشاركة الشيخ إبراهيم القطان عام 1959م.
- أقاصيص الأطفال (20جزءًا) من سنة (1967- 1971م).
النشاط اللغوي :
- أشهرها (معجم الأخطاء الشائعة ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة )
- بحوث لغوية في التصويب اللغوي قبل جمعها في معجميه .
وفاته :
قد وافى الأجل الشاعر و اللغوي محمد فريد العدناني في (1401ه _ 1981م)
من أشعاره :
وقال في الحنين إلى وطنه فلسطين:
أَيَا وَطَنِي ! أَتَسْمَعُ خَفْقَ قَلْبِي وَقَدْ جُنَّ اِلْتِيَاعًا وانْتِحَابًا
يُنَادِي، والجِرَاحُ لَهَا جُفُونٌ تَدَفَّقَ دَمْعُهَا القَانِي عُبَابَا
لَئِنْ نَادَيْتَنِي، وأَنَا صَرِيعٌ تَوَسَّدَ فِي دُجَى الرَّمَسِ تُرَابَا
في قصيدة بعنوان " شهداء العروبة ":
كَفْكِفْ دُمُوعَكَ، وَاشْهَدْ أَدْمُعَ القَلَمِ واسْمَعْ دَوِيَ نُفُوسٍ أَرْعَدَتْ غَضَبَا
يَمْشِي إِلَى غَايهِ - والقلبُ مُحْتَدِمٌ واذْكُرْ رِجَالًا فَدُوا بِالرُّوحِ أُمَتَهُم
وأَضْرَمُوا مُهَجًا، رَاحَتْ تُضِيءُ لَنَا فَغيّبَتْهُم رُمُوسٌ، كَانَ غِمْدَهُمُ
استطاع العدناني أن يجمع بين عشقين كبيرين : حب اللغة وولعه بها ، وحبه للوطن والذود عنه.
وأما من ناحية اللغة استطاع أن يجمع بين مستويات اللغة العربية نحوًا وصرفًا ودلالةً وإملاءً وتركيبًا ، في انصهار ممنهج وتنقل بين آراء من التراث اللغوي والنحوي ، ويبين ثقافة نفخر بها أن تكون في شخص واحد هو محمد فريد العدناني .
إضافة إلى ذلك تشابه شعرت به بيني ومحمد العدناني في تخصصه وحبه للغة وعمله كمعلم وحبه للوطن ، وتشابه في بعض أسماء أبنائه .
وبلده جنين المقاومة وبلدي رفح قلعة الصمود .