هي الرواية الاكثر شهرة في العالم لم تمحوها عذابات السنين ولا سطوة المحتل هي الشمس التي لن يغطيها أي غربال .
الرواية الفلسطينية بين يدي العلام الغربي وكيفية الحديث عنها في ظل ازدواجية المعايير ومتطلبات كل مرحلة تشهدها القضية الفلسطينية .
كان واضحا في الماضي مدى ترابط توجهات المؤسسات الإعلامية الغربية والجهات المانحة بحيث لاتنفصل تلك المؤسسات عن سياسات وتوجهات من يمولها دائما كانت تسعى إسرائيل لكسب الأبواق الإعلامية فاكثر ما يهمها هو وزنها السياسي والاستراتيجي أمام الرأي العام العالمي وألا تقلب موازيين هذا الرأي ضدها .
وقبل الحديث عن المرحلة الحالية أو ما سبقها بسنوات قليلة تبقى إنتفاضة 1987هي أكبر دليل على التخوف الواضح من إسرائيل في التعامل مع الصحف الأجنبية وكيف تحولت علاقاتها مع الصحفيين ووكالات الأنباء الى حد وصف بعلاقة العداء وكأنهم يطاردون أطفال الحجارة !!
أبت حينها معظم الصحف الأجنبية إلا وأن تستخدم لفظة الانتفاضة لا غير ازاء تلك الفترة المشار اليها ورفضت توصيفها بأنها أعمال شغب او ارهاب فقد صححت الموازين وانكشف الغطاء بتعرية الوجه القبيح لإسرائيل لا سيما عندما تقارن الصحافة الأجنبية بين ما تراه ميدانيا خلال أحداث الانتفاضة وبين ما تروج له إسرائيل .
إلا وأن هذا التحول لا يدخل اطاره العام خصوصا عند الاشارة الى امتلاك إسرائيل معظم رؤوس الأموال في أوروبا وعلاقاتها بكبرى وكالات الأنباء فيها
وما شهدته السنوات الأخيرة من حروب متلاحقة كانت أكبر الشواهد على وحشية إسرائيل وإجماع الصحافة الأجنبية على همجية العدوان
يأتي هذا في ظل المفارقة الواضحة بين ما تستهدفهم إسرائيل من مدنيين وما يقع في صفوفهم من قتلى
تبقى الإشارة الى أن هذه السياسات الاعلامية لربما تكون أكثر قوة وتأثيرا من ترسانات حربية فقد استطاعت خلق رأي عام غربي موحد إلى حد ما تجاه القضية الفلسطينية وبلورته وفق معايير سليمة لذا فقد تجد الجماهير الغربية قد هبت إزاء أي عدوان ضد الشعب الفلسطيني قبل أي دولة عربية ...أصبح التعامل مع القضية بمنطق إنساني يعلو فوق أي منطق