كثر الحديث ... القصة الكاملة للإسرائيلي المفقود في غزة "منغستو"

الاحتلال
حجم الخط

ما إن سمحت الرقابة الإسرائيلية بنشر نبأ اختفاء أحد الإسرائيليين من ذوي الأصول الأثيوبية بقطاع غزة قبل 10 أشهر حتى فاضت وسائل الإعلام العبرية بالتفاصيل والحيثيات التي لفت هذه القضية منذ بدايتها.

فالحديث يدور عن اختفاء أحد الإسرائيليين من مستوطني مدينة عسقلان ويدعى "أبراهام منغستو" بعد تسلله للقطاع عبر البحر بشهر أيلول من العام المنصرم، في حين حمل معه ظرف طلقة رصاص وحقيبة فيها كتاب التوراة كان قد تركها قرب السياج الفاصل شمالي القطاع ساعة تسلقه للسياج.

وبحسب الجيش الإسرائيلي فقد شخصت كاميرات الجيش المحيطة بكيبوتس "زيكيم" شمالي القطاع اقترابه من السياج ومن ثم صعوده عليه، وكانت تتواجد قوة عسكرية في المكان ورفضت إطلاق النار عليه، في حين شوهد وهو يهرب باتجاه صيادين على شاطئ شمالي غزة.

ورفض مصدر أمني إسرائيلي تأكيد وجود منغستو بيد حماس حالياً، ولكنه أكد على جهود بذلت في السابق لمعرفة مصيره عبر وساطة مع حماس، ولكن الأخيرة نفت وجوده حالياً في القطاع، ولذلك فقد استنفدت جهود إعادته، بحسب المصدر.

وأضاف المصدر أن تعقيب حماس على إعلان اليوم هام جداً لمستقبل القضية، في حين نفى مصدر واسع الاطلاع بحماس في القطاع وجود منغستو في القطاع، قائلاً لصحيفة "يديعوت احرونوت" إنه جرى استجواب الإسرائيلي وبعد تبين حقيقة أنه ليس بجندي تم إخلاء سبيله، وطلب العودة إلى إثيوبيا ودخل عبر أحد الأنفاق الواصلة إلى سيناء واختفت آثاره.

وعقبت عائلة الإسرائيلي المفقود على إعلان القضية اليوم قائلة إنها تعاني من 10 أشهر مرارة فقدان ابنها ومرارة التكتم على النبأ بطلب من الشاباك، نافية في الوقت ذاته ما ذكره الإعلان الرسمي من أن ابنها مختل عقلياً.

وقالت العائلة إن ابنها يعيش اضطراب نفسي في أعقاب انتحار شقيقه ومكث في المستشفى أكثر مرة، واعتاد على الاختفاء من البيت والسير لمسافات طويلة على الأقدام، وعثر عليه في آخر مرة على سواحل طبريا أقصى الشمال الفلسطيني.

وتحدثت والدة منغستو قائلة " حياتنا جحيم منذ أن اختفى وانتظر عودته بفارغ الصبر، أنتظره في كل يوم وأصلي لعودته، أرجو المساعدة من أي طرف يستطيع ذلك، وحماس هي المسئولة عن مصير ابني ولا يمكنهم التهرب من ذلك وآمل أن تبذل الدولة قصارى جهدها لإعادته".

واستغرب أحد افراد العائلة ويدعى "آفي يالو" عدم تمكن الجيش من منع منغستو من دخول القطاع قائلاً إن "الجيش راقب حركته على طول الطريق فكيف يعجز عن منعه من الوصول للسياج والتسلق عليه".

وعقب الوسيط الإسرائيلي السابق في صفقة شاليط "جرشون باسكين" على الأنباء حول منغستو قائلاً إنه توجه قبل 6 أشهر لحماس وطلب معرفة مصير منغستو، حيث أجابوه أن مانغستو دخل القطاع وجرى استجوابه وبعدها أرادت حماس إعادته لـ"إسرائيل" ولكنه رفض واختفت آثاره بعدها.

ونقل باسكين عن حماس في القطاع قولها إن منغستو مختل عقلي ورفض العودة لـ"إسرائيل"، مشيراً إلى أنه تلقى رداً مماثلا قبل عدة أيام.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجود مفاوضات لإعادة منغستو وذلك خلال لقائه بمجموعة من اليهود ذوي الأصول الأثيوبية قبل عدة أسابيع، وفي ذروة الاحتجاجات التي قاموا بها على خلفية تهميشهم في المجتمع الإسرائيلي.

وقال نتنياهو للحضور إنه يأمل منهم عدم كشف هذه التفاصيل على الملأ وعدم استخدام اسم منغستو في احتجاجاتهم لأنه يمس بجهود إعادته، مضيفا أن هنالك جهود سرية لإعادته وأنه منشغل شخصياً في هذه المسألة.

وفيما يتعلق بالإسرائيلي الآخر الموجود في القطاع فقد أقرت حماس - بحسب باسكين" بوجود بدوي من سكان بلدة حورة بالنقب لديها

ولم يصدر أي تعقيب رسمي من حركة حماس على هذه الأنباء، فيما أشار رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في حديث للصحفيين بالدوحة مساء أول أمس إلى أن هناك اتصالات من جهات عدة تطلب من حركته الإفراج عن أسيرين وجثتين محتجزين في القطاع، ولم يسرد مزيدا من التفاصيل.