قال قيادي عسكري في المعارضة السورية، إنه جرى تسليم معدات وذخيرة عسكرية أميركية لجبهة "النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة، وذلك مقابل صفقة انتقل بموجبها بأمان لداخل محافظة حلب، الأمر الذي يُسلط الضوء مجدداً على برنامج دعم مثير للجدل واجه عدة انتقادات.
وبحسب ما نقلت "فوكس نيوز"، فإن المعدات الأميركية التي تضم عربات وذخيرة، وصلت سوريا في إطار برنامج إدارة الرئيس باراك أوباما لدعم القوات المعارضة المعتدلة لأجل محاربة تنظيم داعش المتطرف.
وأشارت إلى أن القيادي العسكري، أنس إبراهيم عبيد، كان أحد أفراد جيش النظام السوري، لكنه انشق عنه سنة 2012، وعرف في أرض المعركة بلقب أبي زيد.
وقال أبو زيد: "اتصلت بفرع القاعدة "جبهة النصرة"، وطلبت منهم أن يرافقوني ويؤمنوا الحماية لي ولعناصري، لمدة ساعتين حتى ننتقل من شمال حلب إلى غربها"، مضيفاً "مقابل ما قدموه، منحتهم ذخيرة وخمس عربات للشحن".
كما تسلم القيادي العسكري العربات والذخيرة من الولايات المتحدة سنة 2015، حيث كان ذلك جزءًا من دعم قدره 500 مليون دولار قدمته وزارة الدفاع الأميركية، بغرض تدريب وتجهيز جماعات "معتدلة أيديولوجيا تستطيع محاربة داعش.
وأوضحت أن مساعي واشنطن لتسليح أطراف معتدلة على الأرض السورية، باءت بفشل ذريع ولم تحقق النتائج المرجوة، بل إنها أدت إلى نتائج عكسية.
وبيّن أبو زيد، أن البرنامج الأمريكي لدعم "المعارضة المعتدلة" لم يكن يدقق كثيراً، حيث كان يكتفي بطرح أسئلة بسيطة من قبيل "ما الطرف الذي قاتلت في صفوفه ؟ وما رأيك في داعش؟.
وبحسب "فوكس نيوز"، فإنه بعد فترة من التدريبات في تركيا، عبر نحو 54 مقاتلاً إلى سوريا في يوليو 2015، لكنهم سرعان ما وقعوا في كمائن لجبهة النصرة، إذ تعرض كثيرون منهم للاختطاف بينما سُرقت الأسلحة الأميركية.
وأشار أبو زيد، إلى أنه كان عنصراً من الدفعة الثانية التي جرى إرسالها من تركيا إلى سوريا، لكن دون ذخيرة، مضيفاً: "لقد حرص الأميركيون حينئذ على أن نذهب لسوريا دون سلاح خشية أن نقع في كمين، كما أنهم رأوا أنه بوسعنا أن نجد السلاح داخل البلاد، لقد كان ذلك أمرا مجنونا، ولذلك رفضنا".
ولفت إلى أنه بعد تسليم معدات عسكرية للمقاتلين، بدؤوا بالعودة إلى سوريا في 19 سبتمبر، لكن الأفراد الذين كان الواحد منهم يقبض أجراً شهرياً يصل إلى 250 دولار، انشقوا بشكل متتال، حتى أصبحوا 25 فقط بعدما كان العدد يصل إلى 75.
وختامًا، وبعد أن وصل الوضع إلى هذا المأزق، فكر أبو زيد بالعودة إلى بيته في غرب حلب، لمحاربة النظام السوري، لكن بما أنه سيضطر في هذه الرحلة إلى عبور أراض تسيطر عليها النصرة، قرر أن يقدم الذخيرة والعربات الأميركية للنصرة مقابل أن يفدي نفسه.