بقلم: العميد المصري محمد سمير
يقول الإمام الشافعى فى واحدة من أرقى وأهم مواعظه، وهو الذى اشتهر بحكمته الشديدة نتيجة لتفرد وإبداع كلماته:
ما حك جلدك مثل ظفرك... فتول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحاجة... فاقصد لمعترف بقدرك
سيدى القارئ الكريم.. إذا تمعنت مليا فى المعنى العميق لهذه الموعظة الذهبية فسوف تتغير أشياء كثيرة فى حياتك إلى الأجمل والأفضل، لأنك بمنتهى البساطة ستقلل إلى أدنى حد ممكن من درجة اعتمادك على الآخرين فى قضاء حوائجك ، وستزيد فى المقابل بمنحنى تصاعدى إيجابى للغاية من درجة اعتمادك على نفسك، وهو ما سيتطلب منك أن تداوم على الارتقاء بعلمك، وفكرك، وقدراتك، ومهاراتك، وأخلاقك، لكى تستطيع إنجاز جميع أعمالك بنفسك بمنتهى المهنية والدقة والإتقان.. وفى نفس الوقت إذا اضطررت إلى أن تلجأ لأحد الأشخاص لكى يساعدك فى أداء عمل ما فستبتعد تلقائيا عمن خبرته ندلا أو جبانا أو ظالما أو مغرورا .... إلخ مهما علا شأنه فى المجتمع، لأن مثل هذا النوع من الناس لا يمكن أن تثق فيه أبدا أو أن تأمن جانبه، ولن تلجأ حينئذ إلا لمن خبرته شهما ونبيلا وينزل الناس منازلهم.
جعلنى الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وجنبنا جميعا شرار الناس، إنه على كل شىء قدير.