الكشف عن تفاصيل أول عملية إنزال خلف خطوط العدو ... قصة "مسافة صفر"

العدو
حجم الخط

على الحدود الشرقية لمدينة رفح البوابة الجنوبية لقطاع غزة وعلى بوابة موقع إسناد صوفا الإسرائيلي العسكري ، كان جنود العدو الإسرائيلي على مفاجأة في أوائل عمليات إنزال خلف خطوطه على بوابة إحدى مواقعه التي يزعم تحصينها , التي نفذها أبطال النخبة القسامية خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تموز 2014م.

عبر أنفاقها الاستراتيجية تمكنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس من الوصول إلى عمق الكيان واختراق تحصيناته ومواقعه العسكرية في عمليات إنزال خلف خطوطه وتنفيذ عمليات نوعية هجومية من "نقطة صفر" كان أبرزها "ناحل عوز وأبو مطيبق وموقع 16 وزيكيم البحرية".

استطلاع بالقوة

في تاريخ 17/7/2014م وفي تمام الساعة 4:30 ص خرج أبطال النخبة القسامية عبر أحد الأنفاق الاستراتيجية على بوابة موقع إسناد صوفا العسكري وقاموا بمهمة استطلاعية هدفها رصد المكان ومعرفة أماكن تمركز العدو وآلياته بدقة من أقرب نقطة وتدمير منظومة استخبارية "يرى ويطلق" وضعها العدو مؤخراً.

بعد ربع ساعة من المهمة الاستطلاعية رصد المجاهدون خلالها أربعة جيبات عسكرية كانت مضيئة الأنوار استشعر قائد الوحدة القسامية بأن العدو قد اكتشف مكانهم بعد هروب الجيبات للداخل باتجاه الشرق وإطفائها لأنوارها , وتحركت في هذه اللحظة آليات العدو من الجهة الشمالية والشرقية باتجاه المجاهدين فاتخذ حينها قائد المجموعة قراراً بالانسحاب عبر عين النفق.

في اللحظة التي انسحب فيها المجاهدون تدخل الطيران الإسرائيلي وبدأ باستهداف المجاهدين أثناء انسحابهم من النفق , وزعم الاحتلال الإسرائيلي حينها أنه أوقع عدد من القتلى والجرحى في صفوف المجاهدين ناشراً أحد الفيديوهات المفبركة , ولكن عاد المجاهدون إلى قواعدهم وأماكنهم بسلام دون اصابات.

بعد انسحاب المجاهدين من مهمتهم بدأت قوات العدو بالبحث عن عين النفق ، وكان المجاهدون في مباغتة واستدراج فقد جهزوا في عين النفق ثلاث عبوات برميلية ضخمة فجروها في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً في آليات وجنود العدو الذين اقتربوا من عين النفق.

من مسافة صفر

بعد يومين من عملية "الريان الأولى" الاستطلاعية شرق رفح , تسلل اثنان من مجاهدي النخبة القسامية في تاريخ 19/7/2014م في تمام الساعة 8:10 م عبر ذات النفق الإستراتيجي الذي نُفذت منه العملية الأولى ولكن من عينٍ أخرى في فشل للجيش الإسرائيلي ومنظومته الاستخبارية التي كان يزعم خلال معركة "العصف المأكول" أنه دمّر أنفاق المقاومة.

خرج مجاهدا النخبة القسامية عبر عين النفق وتسللا عبر الأشجار إلى أماكن تحشد لآليات العدو وجنوده , ووجدا مجموعة كبيرة من الجنود ليخوضا معها معركة بطولية يستبسل فيها مجاهدان قساميان فقط أمام حشد كبير من آليات العدو وجنوده.

فور وصول المجاهدين إلى أماكن الجنود باشر أحد المجاهدين بإطلاق النار عليهم وقتل منهم ثلاثة جنود في الرأس مباشرة , وعندما فرغت خزينة المجاهد من الرصاص انسحب من المكان وقام المجاهد الآخر بالتغطية خلال الانسحاب إلى عين النفق , وأكد المجاهدان قتل خمسة جنود صهاينة على أقل تقدير في العملية.

بعد انسحاب المجاهدين من عين النفق أحضر العدو ال "حفّار" لتدمير عين النفق , وكان المجاهدون قد جهزوا ثلاث عبوات "شواظ" موجهة في عين النفق قاموا بتفجيرها في "الحفّار" الصهيوني عند اقترابه من العين في تمام الساعة 12:00م , وسمى الإعلام الإسرائيلي هذا اليوم بيوم "السبت الأسود" لأنه كان أسودًا في تاريخ جيشهم وجنودهم الذين قهرهم أبطال ومجاهدي القسام.