كشف مصدر في الخارجية الإيرانية، أنّ طهران أبلغت موسكو، عبر القنوات الدبلوماسية، امتعاضها من تصريحات بوتين بشأن ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية من سوريا، وتفسير المندوب الخاص لبوتين في الشأن السوري ألكساندر لافرانتيف لهذه التصريحات بأنها تشمل القوات الإيرانية وعناصر "حزب الله" اللبناني الموالي لها، مشيراً إلى أن إيران طلبت توضيحاً لتلك التصريحات وحقيقة الموقف الروسي المستجد.
وبحسب صحيفة "الجريدة" الكويتية، فإنه مع تصاعد الضغوط الأميركية على طهران، خرج الخلاف الروسي ـ الإيراني في سوريا إلى العلن بطريقة عنيفة، حتى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقاً لمصدر "الخارجية" الإيرانية، نقل أخيراً إلى حليفه السوري الرئيس بشار الأسد عرضاً إسرائيلياً - أميركياً مقابل إخراج إيران وحلفاءها من سوريا.
فيما ردت "الخارجية" الإيرانية أمس على تصريحات الرئيس الروسي، حيث قال المتحدث باسمها بهرام قاسمي أمس الإثنين: إنه "لا يمكن لأحد أن يجبر إيران على الانسحاب من سوريا، لأن لدينا سياسات مستقلة خاصة بنا، ووجودنا في سوريا بناء على طلب من حكومتها، وسنواصل مساعداتنا لها مادامت حكومتها تريد منا ذلك".
وأشار المصدر الإيراني ذاته، إلى أن مسؤولين روسيين أبلغوا نظراءهم الإيرانيين أنه ليس هناك من الأساس أي اتفاق بشأن الإبقاء على القوات العسكرية الإيرانية في سوريا أمداً طويلاً، وأن تصرفات الحرس الثوري والقوات الموالية له في سوريا من شأنها جر المنطقة إلى حرب شاملة، خصوصاً أن موسكو كانت طلبت من طهران الابتعاد عن الحدود الإسرائيلية، لكن طهران لم تستمع إلى النصائح.
وأوضح أن المسؤولين الروسيين قالوا إن على جميع القوات الأجنبية في نهاية المطاف أن تخرج من سورية بعد انتهاء تلك الأزمة التي تقدر موسكو أنها شارفت الانتهاء، لافتاً إلى أن هذا الأمر جرى بحثه باستفاضة بين بوتين والأسد خلال لقائهما الأخير قبل أيام في سوتشي.
وبيّن أن موسكو أوصلت رسالة واضحة إلى الأسد من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مفادها أن إسرائيل مستعدة لوقف جميع عملياتها العسكرية في الأراضي السورية، فضلاً عن سحب واشنطن جميع قواتها إذا أخرجت سوريا الإيرانيين و"حزب الله" من أراضيها، وأنه تم استدعاء الأسد إلى سوتشي للتشاور معه بشأن هذا العرض.
ولفت إلى أن الروس طلبوا أيضاً من تركيا، في الجولة الأخيرة من مؤتمر أستانة، ضمان سحب جميع قواتها وحلفائها من سوريا بالتزامن مع انسحاب باقي القوات الأجنبية، في مقابل ضمان موسكو أن يتولى الجيش السوري إبعاد المقاتلين الأكراد عن حدود تركيا وتأمين حدودها الجنوبية من أي اختراق.
وأكد المصدر، على أن الروس أبلغوا الإيرانيين أنهم سيسحبون قواتهم أيضاً من سوريا وسيبقون فقط على قوات محدودة في القاعدتين الدائمتين لروسيا في سورية، حميميم الجوية في اللاذقية، وطرطوس البحرية.
وختم المصدر حديثه بالقول: إن "إيران بعدما أُبلِغت هذا الموقف الروسي، بدأت تحركات لإبرام اتفاقات عسكرية مع حكومة دمشق لتأسيس قواعد عسكرية دائمة في سوريا، خاصة أنه كان قد جرى التوصل إلى توافقات أولية حول تأسيس قاعدة عسكرية لها شرقي دير الزور على الحدود السورية ــ العراقية، والآن باتت طهران بانتظار موقف سوري جديد من هذا الأمر".