عجز الوصفُ أن يوصفها
عجز الوصفْ
هل هي دولة أم شركة للقتلْ
ما عاد بإمكاني أن أعرفها
كيف في الإمكان ْ
في هذا الزمانْ
أن تغضَّ الطرفْ
وأنت تشاهد هذا السهل الممتنعْ
هذا الممتنع السهلْ
هنا مسلخ الأغيارِ
ذبحٌ في الليلِ والنهارِ
سلخٌ وحرقٌ في النارِ
هذه بيوت غزة الأمنة
هل تعرفها!
الآن الساعة في تمام الثامنة
حسب توقيت النزفْ
تقدم في الأعالي واقصفها
هنا زهرة الجلنارْ
في بدء تفتّحها
أطبق عليها أصابع القذيفة واقطفها
وإن شئتَ.. عليكَ أن تقصفها
ولكنْ.. كن رحيماً بها ولا تجرحها
كن رحيماً في لحظة القتلْ
وترفق باقتلاع الإزهارْ
في المنحدرِ.. الجبلِ.. السهلْ
بارك الله بقتلك الرحيمْ
بهذا السلاح الحميمْ
وسواكَ كل قاتلٍ رجيمْ
يا سيد القتل السهل الممتنعْ
كم ْ من الأطفال..
رفعت لسدرة منتهاهم
وأنت لا تدرك أن هذا الحالِ
هم الآن في أبجديّة مبتداهم
كل شيءٍ في هذا النهار مرتفعٌ
إلى أقصى العلا مرتفعْ
وأنت وحدك في حضيض الجحيمْ
صدق دمهم العظيمْ
**
تعال الآن يا صديقْ
هذا الليل لا يكفُّ عن الحريقْ
لا صداقات هنا أبدا
وكلُّ الذي بيننا
سيصير ذات يومٍ سُدى
بل تعال الآن يا رفيقْ
قد لا نلتقي غدا
وتضيع من خُطانا الطريقْ
تعال وانظر.. هل ترى
عصافيرهم لا تطيرُ في الهواءِ
لا تحلّقُ في الفضاءِ
لهم الأرض دون السماءِ
والأرض ليس مملكةُ العصافيرْ
يحقُّ لها على الأشجارْ
بين غصنٍ وغصنٍ تطيرْ
ولا يحقُّ لها أن تغرد وتصدحْ
ولا يحقُّ لها أن تفرحْ
حين ترى كلَّ الأزهارْ
وهي تتبرعم حتّى تتفتحْ
**
قد يتحوّل الطفلُ إلى عصفورٍ.. ولكنْ
هل يتحوّل العصفورِ إلى طفل!
لمن كلّ هذه الأماكنْ
بعيدًا أو قريبًا عن الإبادة والقتلْ
ولكن سيكون ما هو كائنْ
في شريعة الممتنعِ السهل!ْ
**
ها هو العصفور في باحة المدرسة
بهيًا في زغبِ الريشْ
شهيًا يحاول أن يعيشْ
وأنا وأنت يا رفيق البندقية
مهمتنا أن نحرسه
من تمام هذه الحياة
فتقدم كي نقيم عليه الصلاة
رصاصةُ منكَ
ورصاصةُ مني
وأنا أحاولُ عنكَ
وأنتَ تحاول عني
ولها الانحناء.. في كل اتجاه
ولنا الغباء.. إن فاز بالنجاة
هيهات.. هيهات في هذا المضيقْ
أن يظلّ العصفور طليقْ
بوركت الرصاصةُ الفائزة
لها ولنا هذه الجائزة
وللدم الطفل هذا الرمادُ.. الحريقْ !