قال المحلل العسكري في صحيفة معاريف العبرية، الون بن دافيد بان "اسرائيل" متفائلة من الاحتمال للتوصل لاتفاق لوقف النار " هدنة طويلة الامد" مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وأضاف بن ديفيد، فالاتصالات التي تجري منذ ايام للتوصل لاتفاق لوقف النار بين "اسرائيل" وغزة تبدو انها اتصالات حقيقية اكثر من اي وقت مضى، و أن "اسرائيل" تسعى من خلف الاتفاق لوقف النار مع غزة فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة.
و بحسب بن ديفيد، فالوسطاء في لعب دور الوساطة لتحقيق اتفاق لوقف النار لجانب "اسرائيل" سيدفع بالتوصل لهدنة، و ان لا فبالتأكيد أن الوضع سينتقل لمواجهة عسكرية بين "اسرائيل" وقطاع غزة، و لذلك فإن "اسرائيل" تسعى للتوصل لتلك الهدنة.
و أضاف: "إن القطريين الذين لهم دور في لعب دور الوساطة بين اسرائيل وحماس يريدون التقرب من اسرائيل آملين ان يؤدي الامر لإعادة علاقاتهم مع الولايات المتحدة والقاهرة والرياض، فالقطريون اثبتوا بان لهم تأثير على حماس، حيث أنهم نجحوا بإقناع حماس بتفكيك خيام مسيرة العودة التي كانت يجب ان تستمر ليوم النكبة قبل ايام".
اما المصريون، وفقاً للمحلل فقد عملوا منذ وقت طويل اوجدوا انشقاقا بين حماس في غزة وبين تنظيم داعش في سيناء، فالأمر الان جعل المصريين ينظرون لحماس نظرة مختلفة اقل عدائية لحماس، و أصبحت مصر الآن أيضا مستعدة للمشاركة في اعادة بناء قطاع غزة.
و يقول المحلل بأن الهدنة تتمثل بوقف اطلاق الصواريخ و وقف حفر الانفاق وبناء منطقة عازلة غربي السياج الفاصل مع قطاع غزة لجانب ايجاد حل للتوصل لصفقة تبادل أسرى مع "اسرائيل"، حيث أن للقطريين مصلحة لإنجاز صفقة تبادل اسرى، كما أن للقطريين اشخاص معتقلين لدى مصر ويمكن ادراج اسمائهم في صفقة اوسع.
اما من جانب "اسرائيل" فسيترتب على الاتفاق تقديم تسهيلات في حركة المعابر مع قطاع غزة والسماح بإدخال مشاريع للقطاع، ولكن عدم ادخال مواد تساعد في تعاظم قوة حماس.
اما المصريون، فيمكنهم تقديم تسهيلات كبيرة على معبر رفح، وهنا الحديث لا يدور عن اتفاق بين "اسرائيل" وحماس بل اتفاق يوقع من قبل الوسطاء وحينها "اسرائيل" ستبارك هذا الاتفاق لأنه سيجعل قطاع غزة كيان منعزل عن الضفة الغربية.
ووفقا لبن دافيد فالقطريون قدموا مسودة لاتفاق وقف النار بين حماس و "اسرائيل"، ففي الايام الماضية جرت اتصالات كبيرة حول مسودة الاتفاق لا يمكن تسريب كل بنودها، ولكن يوجد للأمريكيين بإدارة ترامب دورا في الاتصالات، لا سيما أنهم يعتقدون بأن التوصل لهدوء في قطاع غزة سيؤدي الى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، مما يترتب عليه مساعدة الامريكيين لتحقيق الصفقة الاسرائيلية الفلسطينية للتوصل لتسوية برعاية امريكية.
ويقول بن دافيد إن الوضع في السلطة الفلسطينية في هذه الفترة سيؤدي الى صراعات داخلية حول من يرث الرئيس محمود عباس، وهناك اسمان مرشحان لميراث عباس وهما رئيس الحكومة رامي الحمد الله والبرفسور محمود العالول، محافظ نابلس ونائب رئيس فتح، ولكن ليس لديهم شعبية في الشارع الفلسطيني، إلا أن هناك شخص واحد وهو رئيس المخابرات ماجد فرج الذي لا زال يمكنه زيارة قطاع غزة، مشيراً الى أن الرئيس ابو مازن سينزل من على منصة الحكم كرئيس فاشل لم يحقق شيئا لشعبه.
و تنتظر "اسرائيل" الان رد حماس لاقتراحات وقف النار، ولكن ايضا في داخل حماس هناك توترات، و من جانب آخر، فإن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو لم يقل كلمته الاخيرة بعد، وفقاً للمحلل.
و ختم المحلل حديثه قائلاً: "على الرغم من الاتصالات للتوصل لهدنة مع حماس، فإن اسرائيل ستركز في الفترة المقبلة جهودها ضد التواجد العسكري الايراني في سوريا".