توصلت دراسة لباحثين صينيين أوردت نتائجها دورية "ساينس" إلى كشف سر اعتماد حيوانات الباندا العملاقة على الخضروات رغم أن أجسامها مهيأة بدرجة أفضل لأكل اللحوم، فهي تكتفي بأكل غذاء يكاد يكون عديم القيمة الغذائية مثل أعواد البامبو.
وكشف العلماء أن الباندا ذات اللونين الأبيض والأسود التي تعيش في مناطق جبلية نائية يغلفها الضباب في وسط الصين، تستهلك النزر القليل من الطاقة بصورة يومية، إذ تصل إلى مستوى يماثل حيوان الكسلان الشهير بفضل انخفاض معدلات النشاط البدني وتدني مستويات هرمون الغدة الدرقية.
والباندا -المعرضة بصورة كبيرة لخطر الانقراض- هي النوع الوحيد من الأنواع الثمانية للدببة ذات النظام الغذائي النباتي.
وتمتلك الباندا -التي كان أسلافها من أكلة اللحوم- جهازا هضميا يتكيف مع أكل اللحوم، رغم أن البامبو يمثل الآن نحو 99% من غذائها، علما بأنه عسير الهضم ويتعين على الباندا أن تلتهم كميات كبيرة منه كي تبقى على قيد الحياة.
وقال الباحثون أن حجم المخ والكبد والكليتين لدى الباندا صغير نسبيا مقارنة مع أنواع الدببة الأخرى. واعتبر فوين وي عالم الأحياء بمعهد الحيوان التابع لأكاديمية العلوم في بكين الذي أشرف على الدراسة، أنه "ربما أسهم صغر حجم هذه الأعضاء في تدني احتياجاتها من الطاقة".
كما وجد الباحثون أن الباندا البرية تستريح أكثر من نصف يوم وتسير مسافة نحو عشرين مترا في الساعة. وقال العلماء إنه نظرا لانخفاض مستوى الأيض لديها فإنها تحتاج إلى غطاء كثيف من الفراء للاحتفاظ بحرارة الجسم بغرض التدفئة.
وقال الصندوق العالمي للحياة البرية نقلا عن إحصائيات من الحكومة الصينية، إنه يوجد الآن فقط نحو 1800 من حيوانات الباندا في البرية.