نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية، في عددها الصادر صباح يوم الأحد، عن مصادر دبلوماسية غربية أن أربع جهات أجرت اتصالات بين حركة "حماس" وإسرائيل، وهي مصر وقطر وسويسرا والنرويج، بشأن الهدنة ورفع الحصار عن غزة، مشيرةً إلى أن الجانب الأمريكي كان مطلعاً على تفاصيل هذه الاتصالات وتدخل في شكل مباشر فيها.
وأوضحت المصادر، أن الإدارة الأميركية سعت إلى تحقيق غرضين من وراء تدخلها، الأول ضمان أمن إسرائيل، والثاني تسهيل مشروعها السياسي المقبل.
وكشفت عن تحقيق تقدم ملموس في الاتصالات غير المباشرة الجارية بين حركة "حماس" وإسرائيل، في شأن الهدنة ورفع الحصار.
وقالت، إن إسرائيل أسقطت مطلبها القديم في شأن نزع سلاح حماس، واكتفت بوقف حفر الأنفاق، ومنع أي نوع من الهجمات على أهداف إسرائيلية، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، مقابل تسهيلات واسعة على المعابر.
وأفادت المصادر، بأن مصر، أحد الوسطاء الرئيسيين في هذه الاتصالات، وافقت على فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة بصورة واسعة للأفراد والسلع، ما من شأنه أن يحل مشكلات كبيرة في الحصار تتمثل في التنقل الخارجي وفي استيراد السلع من القاهرة، ما يمكّن السلطات المحلية في غزة من رفع إيراداتها المحلية.
وفي المقابل، وافقت حماس على إبقاء التظاهرات بعيدة من السياج الفاصل. وقالت المصادر إن التظاهرات التي جرت أول من أمس في غزة، كانت أول اختبار للحركة، التي أظهرت جدية في منع وصول المتظاهرين إلى السياج الحدودي، وتالياً منع وقوع خسائر بشرية، بحسب الصحيفة.
وأشارت، إلى أن إسرائيل تبدي ليونة في هذه المرحلة لتجنب استمرار وقوع ضحايا مدنيين على السياج الحدودي، الأمر الذي ألحق بها أضراراً فادحة على الساحة الدولية، كما أنها تبدي اهتماماً بعدم انهيار الأوضاع الإنسانية في غزة خشية انفجار الأوضاع في وجهها.
ولفتت إلى أن مصر مرشحة للعب دور مركزي في تسهيل الحياة في غزة من خلال فتح معبر رفح، فيما ستكون الإدارة الأميركية معنيّة بجمع وتوجيه مساعدات دولية لحل المشكلات الإنسانية في القطاع عن طريق الأمم المتحدة.
وقالت المصادر، إن الجانب الإسرائيلي ينتظر رداً من حماس في شأن إطلاق سراح أسرى وجثث جنود إسرائيليين سقطوا في الحرب الأخيرة في غزة، من أجل إتمام الصفقة.
وكان خليل الحية نائب رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة، قد نفى مساء أمس السبت، التقارير التي تحدثت عن وجود مفاوضات لإتمام صفقة تبادل أسرى جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الحية في تصريحٍ صحفي مساء أمس، إن هذا يأتي في سياق محاولات قيادة الاحتلال خداع الجمهور الإسرائيلي