وأماه لبت ربًا دعاها
قلبي أبدًا لن ينساها
أمي
اشتقت لوجهك الصبوح
لو سُألت عن أحلى العيون
والله لا ريب عيونك
أمي
كانت في بيتنا شمساً لا تغيب
غربت الشمس
واليوم لاجمال في الغروب
أمي:
لن أسمع فقهاء الظلام
أقف الآن
بين الصبار والنخيل
فلا مكان للجلوس
تجولت بناظري كلهم راقدون
هل بإمكاني البقاء؟
غاصت عيني في لوحة مكتوبة
وكأني أول مرة أقرأ اسمك
وتاريخ الفراق
لا تسأليني عن السنين
فقد توقف بي الزمان
وبخطى متثاقلة مشيت
فأنا انتمي لعالم آخر
رحلتي
حيث النور لايحجبه نور
وآخر ما تبقى هو الاشتياق
ما اكنت أرغب في الرحيل
لكن ليس لي فيه اختيار
يا عزرائيل:
أترفقت بروح أمي؟
أم أفزعتها؟
أيا عزرائيل:
أنت من الملائكة المُقربين
أكنت بها رحيم؟
أعلم أنه أمر ربي
لكنه أمر عظيم
خفتت الأصوات
وحان وقت اللقاء
فراق يقتل الكلمات
نقلت روحها من
دنيا الجوع والعطش
الظلم والتعب
يتظاهر الكل بالزهد فيها
إلى رحمة البر الصمد
لقاء فاصل:
بين الحق والباطل
وهو الظاهر الباطن
في نهاية الحياة صمت رهيب
إنه الموت:
وكأن هذه المعلومة لا تكفيني
أريد أن اعرف المزيد
انشغل بشئ آخر
ثم أعاود الانتظار
أمي :
خارج سيرة الموت ماذا تفعلين؟
كيف يكون صباحك؟ مساءك؟
أم هما سواء في القبور؟
كيف يمضي الوقت معك
أتستيقظين؟ أم لا تنامين؟
اأنتهت آلام المرض؟
أم لازلت تتألمين؟
أتتزاورين؟
أأطمع في زيارة منك أو لك
المهم أن
أكون لوجهك من الناظرين
لكن القلب عليل
أشخص للسماء إنه رب رحيم
موتك عرّى الحياة
وكشف عورات السنين
توشحت بالسواد وبكيت عمرًا طويل
حلت المسوخ ترتدي ثوب المحبين
أرواح الزور الزائفيين
ورحت أشكو الظالمين
وجدتهم
في الصفوف الأولى لله ساجدين
أمي:
دارت رحى الأيام
وانقضى العمر
بآذان بين اليسار واليمين
يمضى القطار وكلنا راحلين
أمي
كنت في بطنها جنين
الحبل يربطنا إلى يوم الدين
يارب:
ثبتها عند سؤال منكر ونكير
إقبل عُذرها فأنت أرحم الراحمين
ربي: من يواري أمه فهو اليتيم
انكسرت على شفتاي ذكرى السنين
يوم زرنا البيت العتيق
وآخر ضحكنا في سمر الحديث
ويومًا بكينا فراق لقلبينا حبيب
ودعوة قلب لها في قلبي رنيم
بعد أن رتبت في الدنيا الإقامة
تذكرت:
أنني على قائمة الانتظار
أرسل الماضي إلي بجيوشه
صور كل الأحباب
أبي بجلبابه الأبيض
يقرأ في مصحفه
صورالجار العم والخال
نعم
عشنا زمنًا طويلا فظننا
أنه لا فراق على الإطلاق
تفاجأنا برسائل عزرائيل
استقبلنا الموت
تدريجيًا مستسلمين
وابتلعت الأرض
أعز الأحباب مجبرين
على أية حال بعد تلقى العزاء
سيكون لي كلام آخر معى
في الليل الأسود الطويل
يارب هم في رحابك الآن
وانت أرحم الراحمين
إنك على ما تشاء قدير
وبالإجابة جدير
أنت
نعم المولى ونعم النصير