زعبي تدعو لمواجهة سياسية جريئة مع السلطة

زعبي1.jpg
حجم الخط

قالت النائب العربي في الكنيست الإسرائيلية والقيادية البارزة في الوسط العربي بأراضي 48 حنين زعبي إن الانتصار لنموذج المقاومة الشعبية يتطلب الآن، إن لم يكن بالأمس، فتح مواجهة سياسية مباشرة مع السلطة والمقتتلين عليها.

ورأت زعبي في مقال مطول نشرته اليوم الجمعة أنه "كلما كان ذلك أقرب كلما كان أفضل، وعلى سيناريو "الفوضى" (فوضى الاقتتال على السلطة، أو حتى سيناريو الاقتتال المسلح) ألا يخيف أحداً، على العكس، الحسم الوطني قبل ذلك، يقلب المشهد ويضبط السيناريوهات القادمة ويضع لها بوصلة، ويخفف من نتائجها الكارثية".

وأضافت أن هذا الشعب يبدع عندما يجد أن نضاله وصل إلى أفق مسدود، فهو هو لا يكل ولا يمل، ولا يتصالح مع الواقع المهين، لكن خروج نضالنا من الأفق المسدود، سيصطدم دائما بالعائق الأكبر "السلطة الفلسطينية"، مشيرة إلى أن "هذا ما كان في انتفاضة الأفراد، وفي هبة البوابات، وهذا ما سيكون الآن".

واعتبرت أن مسيرة العودة عززت نموذج غزة المقاوم، وأضافت للبعد الرسمي غير المرتهن للسقف الإسرائيلي، البعد الشعبي الضروري والمرشح (أو بالأحرى الذي نريده مرشحا) كحامل أساسي للمرحلة القادمة.

كما أنها كشفت- بحسب زعبي- ليس فقط قوة الإرادة الفلسطينية الشعبية ضد المخططات التصفوية، بل أيضا مدى إصرار السلطة على عرقلة أي تراكم للقوة الفلسطينية، وأن احتكام السلطة لموازين القوى القائم، هو احتكام غير اضطراري، إلا بقدر ما يمنح شرعية لنهج سياسي معين، تراه السلطة ضرورياً لبقائها كسلطة ولو على حساب ضرب النضال الفلسطيني والمصلحة الوطنية.

كما رأت أن مسيرة العودة أكدت لمن ما زال يحتاج للتأكيد، العلاقة بين السلطة وقطعة الوطن المسماة غزة: "السلطة لا تريد نجاح مسيرة العودة، كونها لا تريد أي مصلحة وطنية قد تكسب منها حماس نقاطاً".

وتابعت "هي تريد غزة إما بعد خضوع حماس أو بعد ثورة أهلنا في غزة على حماس، خلاف ذلك، تستطيع غزة وأهلها أن يذهبا إلى الجحيم".

وقالت زعبي: "لقد زادت مسيرة العودة من وضوح حالة الاستقطاب السياسي بين نموذج الضفة ونموذج غزة، فالانقسام الصعب هو ليس الانقسام على السلطة، بل هو الانقسام في الحالة السياسية ما بين الضفة وغزة، في حالة الوهن الشعبي العام التي أصابت الضفة جراء التمسك في السلطة، وفي الثقافة السياسية والوطنية التي هدمها هذا التمسك".

وبحسب رأيها فقد حولت السلطة النضال، من نضال ضد "إسرائيل" من أجل السيادة الوطنية، إلى "نضال" ضد الشعب من أجل السلطة.

واتهمت السلطة الفلسطينية أنها أحدثت وبشكل مثابر وممنهج خلال السنوات العشر الأخيرة، نتيجة سياساتها القمعية والاقتصادية، عملية تدمير مثابرة في الروح والأخلاق والحالة المعنوية وفي أولويات الحياة اليومية، وأنتجت حالة من التنافر ما بين أولويات الحياة وأبجديات النضال، فبعد أن كان الهم اليومي جزءا من حالة نضالية تحت الاحتلال، أمسى الهم اليومي مضادا للحالة النضالية.

وتتساءل: "فهل يصل العقل المجرد إلى نتيجة مفادها أن الحصار والانقسام هو ما أنقذ الحالة الفلسطينية من الوقوع تحت هيمنة هذا النموذج؟ هل أنقذ الانقسام الحالة الفلسطينية من أن ترتهن برمتها إلى نموذج يحول الحياة إلى نقيض للنضال؟".

وواصلت قولها: "من يريد أن ينتصر لغزة، عليه أن يشخص ثم يطرح ويعترف ثم يحسم بين هذين النموذجين، وينتصر لأحدهما، لا حياد في النضال الحقيقي. علينا أن نعترف إجلالاً لمسيرة العودة، أن المصالحة الوطنية الحقيقية تأتي على أساس الحسم بين النموذجين، وليس على أساس التوفيق بينهما."