ودع أهالي قرية النبي صالح برام الله، أمس الأربعاء، الشهيد الشاب عز الدين التميمي "21 عاماً"، وذلك بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار صوبه في مسقط رأسه ببلدة النبي صالح، فلم يكن الأمس يوماً عادياً لأهالي البلدة الواقعة في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وقالت والدة الشهيد التميمي: إن جنود الاحتلال اقتحموا القرية مرات عديدة للبحث عن ابنها الشاب عز الدين، وقالوا لها "نريد أن نقبض على عز الدين وهو بداخل البيت لتري ماذا سنفعل به؟!".
وبيّنت والدة الشهيد في حديثها لمراسل وكالة "خبر"، أن قوات الاحتلال اقتحمت فجر أمس الأربعاء المنطقة المجاورة لهم ووضعت كاميرا أمام منزلهم لمعرفة موعد خروج عز الدين، مؤكدةً على أن الشهيد رشق أحد الجنود بـ"حجر" في عينه قبل أن يتم إطلاق النار صوبه بشكل مباشر.
وأوضحت أن جيش الاحتلال أطلق بعد ذلك الرصاص الحي صوب نجلها عز الدين، ما أدى لاختراق جسده رصاصتين إحداهما في القلب والأخرى في الصدر، مشيرةً إلى أنه اُستشهد على الفور، ومنعوا الجيران من الوصول إلى جثمانه.
وكانت عائلة الشهيد التميمي، قد قالت إن "جيش الاحتلال تعمد اطلاق الرصاص على ابنها وإعدامه، حيث أصيب الشهيد عز الدين برصاصة حية في الرقبة، ومنع الاحتلال تقديم الاسعافات له، حيث أجبر جيش الاحتلال المواطنين على الابتعاد عنه وتركه ينزف، ثم جرى نقله الى جيب عسكري بعد حوالي النصف ساعة من اصابته، ونقله الى مكان مجهول، حتى اعلن الاحتلال عن استشهاده.
ولفتت العائلة إلى أن "ما جرى لابنها هو تصفية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث إنها رأت بعينها تعمد جنود الاحتلال قتله وإطلاق النار صوبه بشكل مباشر"
كشفت عائلة الشهيد التميمي، أن ضباط مخابرات الاحتلال كانوا قد أطلقوا لقب "عز جرار" على الشهيد عز الدين التميمي، متوعدة إياه بالتصفية، وهو مطارد من نحو عام، وذلك في إشارة منهم الى تشابه الشهيد التميمي بحالة المطاردة التي عاشها الشهيد أحمد جرار قبل استشهاده مطلع آذار المنصرم.
وشدّدت العائلة على أن مخابرات الاحتلال لم تتوانَ يوماً في إرسال تهديداتها للعائلة بتصفية نجلها إن لم يسلم نفسه، محملةً الاحتلال حكومة وسلطات، كامل المسؤولية عما جرى لابنها عز الدين عبد الحفيظ التميمي.
ويذكر أن جيش الاحتلال يقتحم قرية النبي صالح في رام الله بشكلٍ متكرر، ويعتقل أبنائها وينكل بسكانها، ويفرض عليها طوقاً عسكرياً، كما ويغلق مداخلها كيفما شاء، لكنها نزفت أمس دماء الشهيد عز الدين التميمي.