أسطورة صلاح تتحدى واقعية كوبر

تنزيل (3).jpg
حجم الخط

يعود المنتخب المصري لكرة القدم، بعد غياب 28 عامًا، ليسجل مشاركته الثالثة في بطولات كأس العالم، حينما يخوض منافسات مونديال روسيا 2018، التي تنطلق في الرابع عشر من شهر يونيو/ حزيران الجاري.

وشارك الفراعنة في نسختين سابقتين فقط من كأس العالم، في 1934 و1990، ولم يحقق المنتخب أي فوز خلال المشاركتين، حيث خسر مباراته الوحيدة في المرة الأولى أمام المجر (4-2)، وتذيل ترتيب مجموعته في مونديال 90، بعد تعادلين وهزيمة.

ونجح منتخب مصر في حسم تأهله إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، بعدما تصدر مجموعته في المرحلة النهائية من التصفيات الإفريقية، التي كانت تضم منتخبات غانا وأوغندا والكونغو.

وسوف يخوض الفراعنة منافسات كأس العالم، ضمن المجموعة الأولى، ويبدأ بمواجهة منتخب أوروجواي، ثم المنتخب الروسي "المستضيف"، ويختتم مواجهات المجموعة في لقاء عربي خالص أمام الأخضر السعودي.

مدرسة الواقعية

يقود المنتخب المصري المدرب الأرجنتيني المخضرم هيكتور كوبر، 62 عامًا، الذي يتميز بخططه الدفاعية الصارمة، التي تعتمد على إغلاق المساحات أمام المنافسين، والتكتل أمام منطقة جزاء فريقه.



وتولى كوبر مسؤولية الإدارة الفنية للمنتخب المصري، في عام 2015، خلفًا للمدرب الوطني شوقي غريب، الذي أخفق في قيادة الفريق للتأهل إلى بطولة كأس الأمم الإفريقية، في ذلك الوقت.

ونجح كوبر في إعادة الفراعنة إلى بطولة الأمم الإفريقية 2017 التي أقيمت في الجابون، ووصل الفريق إلى المباراة النهائية وخسرها أمام نظيره الكاميروني.

وينتمي كوبر إلى مدرسة الواقعية في التدريب، حيث يفضل الاعتماد على التأمين الدفاعي والهجوم المرتد، ولا يميل إلى فلسفة الاستحواذ على الكرة أو الخطط الهجومية.

ويقود المدرب الأرجنتيني الفريق المصري، بخطة "4-2-3-1"، بحيث يكون تركيز الرباعي الخلفي على الواجبات الدفاعية، ولا يقدم الظهيران دعمًا هجوميًا إلا في أوقات قليلة، وأمامهم ثنائي محور الوسط، ثم صانع الألعاب والجناحين خلف المهاجم الوحيد.

وتعتمد خطة الفراعنة على النجم محمد صلاح، جناح ليفربول الإنجليزي، في النواحي الهجومية، بجانب دعم المهاجم الأوحد مروان محسن، وصانع الألعاب عبد الله السعيد، وانطلاقات الجناح الآخر محمود حسن "تريزيجيه".

انتقادات وأسطورة

تواجه أفكار كوبر مع المنتخب المصري، انتقادات كبيرة من جانب الجماهير العاشقة لكرة القدم الهجومية، خاصة جيل الشباب الذي عاصر إنجازات فريق المعلم حسن شحاتة، الذي فاز ببطولة أمم إفريقيا 3 مرات متتالية في 2006 و2008 و2010.



وتعلق الجماهير آمالها على أسطورة محمد صلاح، الذي قدم أداءً مذهلا في الموسم المنتهي مع فريق ليفربول، ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، كما فاز بلقب أفضل لاعب في إنجلترا وهداف الدوري الإنجليزي.

وتضع آمال الجماهير المصرية، مزيدًا من الضغط على عاتق صلاح، الذي لا يجد الدعم الهجومي الكافي في خطة كوبر الدفاعية، ويتعين عليه بذل مجهودات فردية كبيرة لرسم البسمة على وجوه المصريين.

وسوف يكون الفرعون المصري أمام تحديات أكبر، على مستوى الإنجازات الفردية، لأنه يعد من أبرز المرشحين للمنافسة على الكرة الذهبية هذا العام، إلى جانب البرتغالي كريستيانو رونالدو، والأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار.