محمود كعوش
بعد تعقُبٍ طويل لخطواتها دنوت منها بتودد وبادرتها قائلاً:
رويدكِ يا هذي الجميلةُ إنني
أرتجي وصلاً لدى أُختِ القمر
ما رأتْ عيني على وجهِ الثرى
مثلَ هذا الحسنِ ما بينَ البشر
هلْ أُلاقي يا فتاتي موضعاً
في ديارِ السحرِ يُقْريني الخبر؟
واعلمي يا حلوتي إنْ تَقبلي
تأسرينَ القلبَ مَعْ كلِ الدرر
بلْ وفي نَجواكِ أحيا ناسكاً
حتى لو قالوا : لبئسَ قلبٍ قد كفر!!
أدركت قصدي فأسرعت في سيرها وبدأت تخطو أمامي في إباءٍ وكِبَرْ
بلْ وقدْ مالتْ لدربٍ مُعْتِمٍ
شَحَّ فيهِ الصوتُ إذْ قَلَّ البشرْ
وأنا في الخّطْوِ أمضي خلفها
مَعْ لِسانٍ قالَ وقالَ…ما ادَخّرْ
ثُمُ في غُنِجٍ أمامي أبطأتْ
واستدارتْ نحوي وقدْ أبْدَتْ حَذَرْ
ثمَ قالتْ : هَلْ تَقُلْ ما تبتغي
يا ابنَ آدمَ…مَعْ وَجْدِ انفجرْ؟
ثُمَ توقفت برهةً وأكملت بعصبيةٍ غير معتادةٍ وبطريقة حازمة وصرامة قاطعة قائلة:
أعذرني أنا امرأة أخرى
لا تحبك ولا تهواك
ولم تبت تحلم برؤياك أو لقياك
امرأة جادة لم تفكر فيك يوما حتى تنساك
أعذرني فأنا إمرأة أخرى
لا تجيد لغة الحب والغرام
امرأة مختلفة غير نساء هذه الأيام
امرأة تجيد أشياءًا عديدة
غير الأحلام والهيام
أعذرني فأنا امرأة أخرى
لا تتكلم بلغة العشاق
الطريق إليها ليس مفروشا بالورود
ولكن بالأشواك
لستُ صيداً تصيده أيها الجاهل بالشباك
أعذرني فأنا امرأة أخرى
امرأة أبية ليست كالأخريات
لا تهمها ابتسامتك ولا تسحرها أجمل النظرات
لا لن تستجيب لما تقدمه لها من مغريات
فهي ثابتة على قيمها كالجبال الراسيات
الشامخات الراسخات، لا تهزها كل الرياح العاتيات
امرأة اخرى
تعرف لخالقها قدره فلا تقع في الموبقات
لم تحلم بالحب يوما إلا فيما يقربها للجنات
امرأة لا تريد أن تحشر إلا مع الصالحات
لأنها إمرأة أخرى
هي امرأة أخرى……هي أنا!!
هل حقاً هي امراة أخرى وليست كما باقي النساء
في الصراحة والوضوح والتقوى…وفيض الكبرياء
وإلى ما هنالك من صفات ليس آخرها العفة والإباء؟
هي بالتأكيد كذلك…فتحية لها!!