كشف مسؤول بارز في حركة حماس أن مفاوضات الوصول إلى «تهدئة طويل الأمد» مع إسرائيل قطعت «شوطا طويلا»، وأن الحركة من أجل ذلك التقت مبعوث الرباعية السابق توني بلير، وأطرافا أوروبية، لكنه نفى أن تكون مفاوضات صفقة تبادل الأسرى قد انطلقت.
وقال أسامة حمدان مسؤول العلاقات الخارجية في حركة حماس، في تصريحات نقلها موقع «الرسالة نت» المقرب من الحركة إن الاتصالات الجارية حول الملف تركز على «إطلاق عملية الإعمار وفتح المعابر وتطبيق بنود اتفاق القاهرة». وأشار إلى أن الجهة التي ستوكل لها مهمة إدارة معابر قطاع غزة ما زالت «قيد البحث»، كاشفا النقاب عن وجود بعض الجهات التي لا تعجبها التحركات وتسعى لـ «خلط الأوراق».
وهناك خلاف بين حركة حماس في غزة وحكومة التوافق الفلسطينية حول إدارة المعابر، فالأخيرة تطلب بأن توكل لها المهمة، وحركة حماس ترفض استثناء موظفيها من العملية.
لكن القيادي حمدان لم يعط إجابة محددة حول آخر ما تم التوصل إليه في تلك المباحثات التي تجرى مع حركة حماس حول إبرام «التهدئة الطويلة»، وقال «مثل هكذا تفاوض يصعب تحديد نسب مدة الوصول إلى اتفاق، لكن هناك جهدا جادا تبذله قيادة الحركة لن يتوقف، وقد قطعت شوطا مهما».
وكان مسؤولون دوليون قدموا عرضا لحركة حماس لإبرام تهدئة طويلة مع إسرائيل، تشمل وقف العمليات المسلحة من الطرفين، وفتح المعابر وإنهاء الحصار، وإقامة ميناء بحري، على أن تمتد هذه التهدئة لمدة تصل إلى 15 عاما. ولإتمام الأمر زار مسؤولون دوليون كبار وسفراء قطاع غزة مرارا، وأبرزهم وزير الخارجية الألماني، الذي قال إن الأفكار تتمحور حول «التنمية مقابل الأمن»، ويقصد تنمية غزة مقابل أمن إسرائيل.
وتريد حركة حماس من وراء التهدئة إنهاء حصار غزة، والحصول على تعهد دولي للبدء السريع بإعمار المنازل المدمرة خلال الحرب الأخيرة.
إلى ذلك كشف حمدان أيضا عن اتصالات مع حماس، أجرتها جهات غربية لعقد لقاءات في دول أوروبية. وقال «النقاش لم يدر حول طبيعة الدولة الأوروبية التي سترعى هذه المباحثات، لكن أهم ما تم الحديث بشأنه المحتوى والمضمون. وأضاف «إن تم الاتفاق عند ذلك يتم الحديث عن الآليات».
وأشار في هذا السياق إلى أن حركة حماس ستستخدم كل الآليات لتحقيق الهدف المطلوب. وتابع بالقول إن حماس اشترطت أن تأخذ مباحثات التهدئة مسارها ما لم تكن هذه الجهات تعبر بشكل واضح عن أن الإسرائيلي يقبل هذه الخطوات».
وفي تفاصيل التهدئة في غزة وعلاقتها في الضفة الغربية، قال «ينبغي أن تستمر المقاومة رغم أنف المحتل أو من يعارضها، وأي مسعى يبذل لن يقيد المقاومة بالضفة»، متهما الرئيس محمود عباس بتعطيل كل ما من شأنه أن يخفف حصار غزة، وإدارة الأمور وفق رؤيته، لكنه قال إن هذه الجهود «لن يكتب لها النجاح».
وخلال تصريحاته ألمح إلى أن قبول حماس بالوساطة الغربية، جاء بسبب توقف الوسيط المصري، فقال إن حماس «لن تقف في محطات الانتظار، وليست مستعدة لانتظار أحد عندما يتعلق الأمر بمصلحة شعبها، لذلك بدأت التحرك لاستكمال جهود التهدئة».
وأوقفت مصر التي توسطت في التهدئة التي أرسيت الصيف الماضي وأوقفت الحرب على غزة، مساعيها لاستكمال باقي الملفات وهي الميناء والمطار والأسرى، وذلك بعد شهر واحد من إبرام الاتفاق.
وأشار إلى أن حماس لن تخوض في مسألة أرقام وأعداد جنود إسرائيل الموجودين في قبضة كتائب القسام جناح العسكري، لافتا إلى أن الجانب الإسرائيلي أنكر وجود أسرى له في البداية ومن ثم بدأ يتحدث عن أرقام وأعداد محددة. وقال «الصمت الذي التزمت به الحركة، دفع الاحتلال للبدء في الإقرار بالخسائر البشرية بشكل دقيق، وحتى يكتمل الاعتراف الإسرائيلي بعدد الجنود المفقودين فإن الحركة لن تعلق على هذا الجانب». وكشف عن أطراف دولية جاءت وعرضت وساطتها في هذا الشأن، ودارت معها أحاديث مختلفة، في محاولة من الجانب الإسرائيلي لـ «التذاكي من أجل الحصول على أي معلومة».
وجدد حمدان مطالب حماس بأن يسبق الحديث عن صفقة التبادل تقديم إشارة واضحة من إسرائيل باحترامها والتزامها باتفاق الصفقة السابقة وإطلاق سراح جميع الأسرى المحررين في «صفقة شاليط». وأكد أن مسار البحث في مفاوضات الأسرى منفصل عن اتفاق التهدئة، لكنه قال إن إسرائيل تحاول «خلط الأوراق». وأضاف «القسام لا يزال يمتلك عددا من الأوراق لم يفصح عنها، ولن يجرؤ الاحتلال الكشف عنها»، نافيا أن تكون هناك أي اتصالات بين الحركة والاحتلال حول قضية الأسرى. وأشار إلى أن ما يردده الإعلام الإسرائيلي يأتي في إطار «المراوغة» التي من شأنها أن تعقد الأمور لا أن تحلها.
وبخصوص علاقة حركة حماس بإيران، أكد وجود تقدم في العلاقة، خاصة وأن حماس «حريصة على استعادة الدفء بشأنها»، على قاعدة «مصلحة القضية الفلسطينية».
كذلك أشار إلى حرص حماس على إقامة علاقة مع السعودية. وأضاف «ثمة تواصل مع المملكة بغرض تعزيزها».
وأكد أن حماس «معنية بتوازن علاقاتها الإقليمية، خاصة وأن رؤيتها الاستراتيجية قائمة على تعزيز هذه العلاقات».
وكانت تقارير عدة أشارت إلى وجود تقارب بين حماس والسعودية بعد تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، بعد فترة القطيعة السابقة.