هل سنشهد تهدئة قريبة بين "حماس" و "إسرائيل" ؟!

مشعل-نتنياهو
حجم الخط

شوهدت في الآونة الأخيرة تصريحات تحمل بين طياتها مؤشرات إيجابية ، من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي .
وكانت آخر تلك المؤشرات، ما صرح به نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بأن مرحلة الانفراج لقطاع غزة اقتربت، والفترة المقبلة ستكون إيجابية وهامة لسكان القطاع.

وأكد محللون ومختصون في الشأن السياسي، في أحاديث لهم ، وجود تحركات جدية بوساطة أوروبيين ودبلوماسيين، الأمر الذي يعطي مؤشرات إيجابية تلوّح في الأفق.
ويعيش قطاع غزة أوضاعًا معيشية نتيجة الحصار المفروض عليه منذ ثمانية أعوام، حيث اشتدت المعاناة بعد الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال، لاسيما وأنها أدت إلى تدمير مئات البيوت منها بشكل كلي وأخرى بشكل جزئي.

وقال المحلل السياسي حسام الدجني أن تصريحات "هنية" تعطي مؤشرات ايجابية من خلال وجود توقيع اتفاق هدنة طويلة الامد بوساطة دولية واقليمية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وأوضح الدجني أن تلك التصريحات تدلل على وجود تقدم في هذا الملف، وأن مرحلة تحليل الآراء انتقلت إلى مرحلة صياغة ورقة عمل ، ربما تنتظر التوقيع أو توثيق المناقشات الأخيرة، مشيرًا إلى أن المؤشرات مرتبطة بالحراك السياسي والدبلوماسي والبيئة الدولية والاقليمية.
وتابع "المجتمع الدولي يدرك ضرورة إعادة إعمار غزة، وتخفيف حدة الحصار المفروض عليها، خاصة وأن استمرار تلك الأوضاع ينذر بحدوث انفجار، ما يسبب الضرر لإسرائيل".

وقال المحلل السياسي نعيم بارود، أن تصريحات هنية جاءت لطمأنة الشعب الفلسطيني بأن الأوضاع مستقرة وخيار الحرب مستبعد.
وأوعز بارود إلى بعض المؤشرات الايجابية التي تدلل على تخفيف الحصار، التي كان آخرها قدوم أسطول الحرية 3 إلى قطاع غزة، لكن اسرائيل لم تسمح له بالوصول إلى القطاع.
واتفق المحلل السياسي هاني البسوس، لما قاله الدجني، حيث أكد وجود مساعي جادة من أجل التوصل لتهدئة طويلة الأمد بين حماس واسرائيل.
واستبعد البسوس، إقدام حماس واسرائيل على خوض أي حرب، خاصة وأنهما يعملان على ترميم الجبهة الداخلية لهما.
ولفت إلى وجود تسهيلات اسرائيلية، ووعود لإدخال مواد الإعمار لقطاع غزة، ما يدلل على وجود نوايا جادة في تثبيت وقف اطلاق النار وتوقيع اتفاق تهدئة طويلة الأمد.
ولكن بالرغم من وجود كل هذه المؤشرات إلا أن المحللون على عدم إعطاء موعد محدد لتوقيع ورقة اتفاق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وقال الدجني "اليوم بتنا أمام ورقة جاهزة للتوقيع، ولا أعلم متى ستوقّع لكن حيثيات تصريح هنية تؤكد أنها قريبة جداً". وتوقّع أن يكون توقيع التهدئة بعد العيد.
وأضاف "تصريحات الاعلام الاسرائيلي تشير إلى أن اسرائيل تعمل على تهيئة الرأي العام لجمهورها، بأن هناك شيئا في الأفق مرتبط بصفقة كاملة متعلقة بالهدنة والافراج عن الأسرى".
وأكد ذلك المحلل البسوس بالقول "لا نستطيع أن نحدد موعد لتوقيع اتفاقية التهدئة التي ربما تشمل معها تبادل الأسرى".
وبيّن أنه ربما تصّر اسرائيل على اتفاقية واحدة تشمل التهدئة والأسرى وتخفيف الحصار وإعادة الإعمار وفتح المعابر، مشيرا إلى أن العملية قد تستغرق بعد الوقت.