الجمهور أكثر ثقة بهرتسوغ لكن سينتخب نتنياهو !

نتنياهو
حجم الخط

بقي اقل من ثلاثة اسابيع على الانتخابات. نسبة الناخبين ممن يعتبرون انفسهم مرتبكين، او لا يعلمون لمن سيصوتون، او انهم لن يصوتوا في الانتخابات يقف عند 20%، اي ما يقارب 24 نائبا. هذه الارقام سوف تتناقص كلما اقتربنا من يوم الانتخابات في 17 آذار. من خلال تجربة الماضي، الكثير من الاصوات العائمة ستستقر على رأي في الاسبوع الاخير، واحيانا في اليوم الاخير، في طريقهم إلى الصناديق.
هذا الاستطلاع الخاص المنشور هنا للمرة الاولى لم يركز على توجهات الناخبين المرتبكين، ولكن بالذات على التحولات في مواقف من سبق لهم ان قرروا اي حزب سينتخبون. هؤلاء الناخبون، عندما وجه إليهم السؤال فيما إذا كانوا سيصوتون لحزب آخر، يذكرون اسم حزب آخر كخيار ثان.
هذا الاستطلاع الذي اجري لصالح جريدة «هآرتس» بوساطة الصفحة الالكترونية لشركة مشروع النمذجة بإدارة الدكتور ارئيل ايلون، واشراف البروفيسور كميل فوكس من جامعة تل ابيب، يرسم فعليا خطوط الخطر في المساحة بين الاحزاب المختلفة، وخصوصا داخل الكتل.
من الاستخلاصات هذه يمكن الاستنتاج، بشكل صحيح فقط لليوم الذي جرى فيه الاستطلاع، اي من الاحزاب معرض اكثر من غيره لفقدان الاصوات، والى اين ستذهب الاصوات المفقودة. او على العكس، اي الاحزاب التي يمكنها أن تشعر بالمزيد من الامان فيما يتعلق بإخلاص ناخبيها.
المعطى الاكثر مفاجأة هو المتعلق بالمعسكر الصهيوني برئاسة اسحق هرتسوغ وشريكته تسيبي ليبني، 43% من ناخبي القائمة، تقريبا نصفهم، ذكروا اسم حزب ثان كخيار بديل للتصويت. 
معظمهم (17%) يمكن ان يصوتوا لحزب»يش عتيد» اذا قرروا إدارة الظهر للمعسكر الصهيوني، باعتباره الحزب البديل الاول لهم. 12% لم ينفوا امكانية التصويت لـ «ميرتس». وبالمقابل، 19% ممن عرّفوا انفسهم كمؤيدين لـ «ميرتس» اشاروا إلى المعسكر الصهيوني كخيار بديل، وهو ما ذكره 14% من مؤيدي «يش عتيد».
على الطرف الثاني للنهر، 36%، نحو الثلث من ناخبي «الليكود»، اشاروا هم كذلك الى انه اذا توفرت الرغبة، سيضعون بطاقة حزب آخر. 
وكما هو متوقع، فإن خيار معظمهم المفضل (17%) هو «البيت اليهودي». فقط 4% يدرسون التصويت لـ «كولينو» بزعامة موشي كحلون، على النقيض من الاعتقاد السائد لدى المؤسسة السياسية.
وفي المقابل، 17% من ناخبي «البيت اليهودي» سيعطون اصواتهم لـ «الليكود» ضمن شروط معينة، وهذا ما سوف يعمله 6% من ناخبي موشي كحلون.
معطيات اخرى: الحزب الذي لديه ناخبون واثقون باختيارهم هو «يهودوت هاتوراه». 
وبالمقابل، الحزب الاكثر اشكالية في هذا المجال هو حزب ياحد برئاسة إيلي ييشاي وباروخ مارزل، نصف ناخبيه قابلون للتحول وخصوصا لـ «شاس» و»يهودوت هاتوراه». وهذا ما يفسر لماذا تقف «ياحد» على حافة نسبة الحسم في كافة الاستطلاعات، بأربعة مقاعد.
معطى آخر مفاجئ ومثير للاهتمام: 40% من ناخبي القائمة الموحدة ذكروا اسم حزب «ميرتس» كخيار ثان للقائمة الموحدة. وبالمقابل لا يرى اي من ناخبي «ميرتس» في القائمة الموحدة كخيار ثان له. السبب الكامن خلف هذا المعطى، بشكل عام، ان ناخبي «حداش» السابقين، ممن تردعهم فكرة التصويت لحزب بلد، يدرسون التحول إلى الحزب الصهيوني اليساري. تجب الاشارة انه في الانتخابات الماضية، قبل تجميع الاحزاب العربية التي جاءت نتيجة «لقانون الحكم» ورفع نسبة الحسم، حصلت «ميرتس» على عدد قليل من الاصوات العربية.
بمحاذاة الاستطلاع الالكتروني، جرى ايضا استطلاع تلفوني، بوساطة شركة ديالوغ وبإشراف البروفيسور كميل فوكس. وهذه هي النتائج الاساسية للاستطلاع:
1- التعادل بين الاحزاب الكبرى. قائمة «الليكود» تقلصت نسبة إلى استطلاع «هآرتس» السابق قبل 3 اسابيع بالتمام وخسرت نائبين. حافظ المعسكر الصهيوني على مكانته، وبكلمات اخرى، يجد صعوبة في التسلق مع عدد النواب السابق. احزاب المركز، «يوجد مستقبل» و»كولينو»، ازدادت قوتها بأربعة نواب (ثلاثة لـ «يوجد مستقبل» وواحد لـ «كولينو»). «البيت اليهودي» خسر مقعدين بالنسبة للاستطلاع السابق. وبشكل عام، هذه ليست بشرى سارة لنتياهو: فقوته الائتلافية (الكتلة) خسرت اربعة مقاعد مقارنة باستطلاع الاول من شباط الحالي.
2- الاخبار الجيدة بالنسبة لنتنياهو هي ان المعسكر الثاني، معسكر المركز – يسار، لم يرتفع إلى مستوى يهدد الاحتمالات الجيدة لنتنياهو بتشكيل الحكومة، حتى وفقا لمجمل نتائج الاستطلاع الحالي، فكتلة الليكود – يمين – حراديم يبلغ تعدادها 59 مقعدا مقابل 52 مقعدا للمعسكر الخصم. حزب «كولينو» برئاسة كحلون، مع تسعة نواب، سيكون بيضة القبان. اي قوة الوزير الذي عاد بوسعه تحديد من سوف يكون رئيسا للوزراء الا في حال قيام حكومة وحدة وطنية.
3- عاد استطلاع «هآرتس ديالوغ» لطرح سلسلة من الاسئلة المتصلة بمؤهلات او ملاءمة كل من المرشحين لرئاسة الحكومة في أعين الناخبين، نتنياهو وهرتسوغ، في المواضيع السياسية. الفجوة بين نتنياهو وهرتسوغ في السؤال من الملائم اكثر لرئاسة الحكومة، وقدرته على افضل معالجة للوضع السياسي والامني لإسرائيل، استمرت كبيرة لصالح رئيس الوزراء الحالي، على عكس المجال الاقتصادي – الاجتماعي فقد تفوق هرتسوغ على نتنياهو.
4- مع ذلك في الاسئلة ذات الطابع الشخصي، والمتعلقة بأسلوب كلا المرشحين، يتفوق هرتسوغ على نتنياهو ردا على سؤال «من منهما يهتم اكثر باناس على شاكلتك». او على السؤال الاخر «من من الاثنين تصدق اكثر». وبشكل عام يثق الجمهور بهرتسوغ لكنه ينتخب نتنياهو، ويقدرون بنسبة عالية جدا انه سيعاد انتخابه. وهو ما من شأنه أن ينحت شعار «الليكود» القادم: «يثقون ببوجي، ينتخبون بيبي». (المقتبس عن الشعار الناجح لإيهود اولمرت في الانتخابات لرئاسة بلدية القدس، العام 1993، «نحن نحبك تيدي كوليك، لكننا سننتخب أولمرت»).

عن «هآرتس»