"الخارجية" تصعيد جرائم الحرب الإستيطانية تحدّ جديد للمحكمة الجنائية الدولية

وزارة الخارجية.jpg
حجم الخط

اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين أن تصاعد جرائم الحرب الإستيطانية الاسرائيلية يشكل تحديا جديدا للمحكمة الجنائية الدولية.

وحملت "الخارجية" في بيان صادر عنها اليوم الخميس، الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي، وعن تمردها الفاضح على الشرعية الدولية وقراراتها، واستخفافها المستمر بإرادة السلام الدولية.

وجددت الوزارة مطالبتها للمحكمة الجنائية الدولية بسرعة النظر وبجدية في تلك الخروقات التي ترتق لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ولفتح تحقيق رسمي وفوري طال انتظاره في جرائم الاحتلال بحق شعبنا في الضفة القطاع حتى يُشكل ذلك رادعاً لإسرائيل على ما تقوم به، وحتى تقتنع بأن هناك أثماناً قد تجد نفسها مجبرة على دفعها جراء احتلالها وجرائمها وعلى المستويات كافة، بما فيها مستوى قادتها ومسؤوليها السياسيين والعسكريين والأمنيين، خاصة وأن هذا التصعيد الاستيطاني الخطير من طرف دولة الاحتلال يُمثل الرد الإسرائيلي على طلب الإحالة التي تقدمت بها دولة فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية للنظر في الحالة في فلسطين، خاصة النظام الاستيطاني الإحلالي، وكأنها بهذا الرد تؤكد دولة الاحتلال على تحديها لطلب الإحالة وتحديها لعمل المحكمة، مما يتسوجب سرعة اتخاذ القرار من قبل المحكمة بفتح تحقيق رسمي وفوري في جرائم الاحتلال. 

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات الحرب الشاملة التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا وحقوقه الوطنية والعادلة والمشروعة، وضد وجوده الحضاري والوطني والإنساني في أرض وطنه عامةً، وفي المناطق المحتلة المصنفة (ج) بشكلٍ خاص والتي تُشكل غالبية أراضي الضفة الغربية المحتلة.

ورأت الوزارة أن تصعيد الاحتلال من تدابيره وإجراءاته الإستيطانية والقمعية ضد شعبنا يشمل مناحي الحياة الفلسطينية كافة، ويتركز في الآونة الأخيرة في مستويين عريضين، أولهما: المستوى السياسي الذي يتمثل في رفض مبدأ حل الدولتين والتنكر المتواصل لحق شعبنا في تقرير مصيره على أرض وطنه، وحقه في إقامة دولته المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 67 بعاصمتها القدس الشرقية، وثانيهما: تغول الاحتلال وإمعانه في تعميق الاستيطان وتوسيعه كما هو حاصل حالياً من محاولات لإقرار مشروع قانون يطالب بعودة المستوطنين إلى منطقة شمال الضفة وتخصيص عدد كبير من المخططات للاستيطان فيها، كما صادقت سلطات الاحتلال على مخطط تفصيلي لإقامة مجمع للسيارات على أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم، بالإضافة إلى استمرار عمليات التهويد في القدس الشرقية المحتلة ومنطقة الأغوار، ذلك في وقتٍ تُصعد فيه سلطات الاحتلال من خلال ما تسمى "الإدارة المدنية" تدابيرها الاستعمارية التوسعية التي تخدم الاستيطان وتُحارب الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة (ج) في طول البلاد وعرضها، بما في ذلك عمليات هدم التجمعات والمنازل الفلسطينية، كما هو حاصل في قرار هدم تجمع الخان الأحمر، والقرار الاحتلالي العسكري بهدم عشرين منزلاً في قرية العقبة شرق طوباس، وهدم المنازل في سلوان، وإقدام عصابات المستوطنين على إعدام 700 شجرة عنب شرق الخليل، ومنع بلدية عزون شرق قلقيلية من إكمال تنفيذ أعمال تأهيل الطرق الزراعية، وغيرها من الاعتداءات والجرائم اليومية بحق شعبنا وأرضه وممتلكاته ومزروعاته ومقدساته.

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن "الضجيج" الذي تفتعله الادارة الأميركية ومبعوثوها الى المنطقة تحت شعار ما تُسمى بـ"صفقة قرن"، يوفر أفضل الفرص لليمين الحاكم في اسرائيل للإسراع والتمادي في تنفيذ مخططاته وبرامجه الاستعمارية التوسعية لابتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية المحتلة وتهويدها، وإغلاق الباب نهائيا أمام أية جهود لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.

وأضافت الخارجية في بيان صحفي اليوم الخميس، ان ذلك يتضح ميدانيا وبشكل جلي من عمليات تعميق غير مسبوقة للاستيطان، و"تشبيك" توسعي للمستوطنات والبؤر الاستيطانية بعضها ببعض وربطها بالعمق الاسرائيلي، بما يؤدي الى محو الخط الأخضر.

وأشارت إلى ان من هذه المخططات الخطيرة ما يجري تنفيذه في مناطق جنوب القدس المحتلة من توسيع لمستوطنة "هار جيلو" وربطها مع مستوطنة "جيلو"، وهو ما سيؤدي الى الاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضي بلدة الولجة ويعزلها عن محيطها الفلسطيني، اضافة الى الاستيلاء على الاحواض المائية الموجودة في المنطقة.