البحث عن بدائل للعيش بطرق إنسانية طبيعية يجد فيها الشباب الغزّي وجوده، فالواقع المرير الذي يمر به قطاع غزة دفع بآلاف الفلسطينيين في القطاع المحاصر منذ 11 عاماً، إلى التفكير بالهجرة، هروباً من الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية المتدهورة.
وخلال الأشهر الأخيرة تصاعدت هجرة الشباب من قطاع غزة بمعدلات هائلة، حيث يتوافد المئات بشكلٍ يومي إلى مقر نقابة المحامين لتصديق جوازات السفر كإجراء أولي يُسهل عليهم مغادرة القطاع نحو العالم الخارجي.
وقال عدد من الشبان الغزّيين خلال حديثهم لمراسل وكالة "خبر": إن "هجرة الشباب خارجة عن إرادتهم، والهدف منها هو البحث عن بناء مستقبل مشرق بعيداً عن الأوضاع السيئة التي يمرٌ بها قطاع غزة".
التدافع للحصول على جوازات السفر
بدوره، أكد نائب رئيس نقابة المحامين الفلسطينيين عبد العزيز الغلاييني، على أن النقابة تقوم بتسهيل ختم جوازات السفر بناءً على قرار مجلس الوزراء، موضحاً أن فكرة استصدار الجوازات جاءت بسبب تخوف الشباب من وقف إصدارها.
وشدّد الغلاييني، في حديثٍ خاص بمراسل وكالة "خبر"، على أن إصدار الجوازات حق لكل مواطن فلسطيني وأن وقف إصدارها أمرٌ منافي للقانون الدولي، مشيراً إلى أن الخطر الأكبر يكمنُ في أعداد الشبان المهاجرة.
وتابع: "تفاجئنا بعدد كبير من الشباب ممن يريدون استصدار جوازات السفر، حيث تم إفراز 12 موظف جديد لتسهيل معاملات الشباب"، مؤكداً على أن دور النقابة ينحصر في تشخيص المواطنين المتقدمين للحصول على الجوازات .
محفوفة بالمخاطر
من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي د. معين رجب، أن قضية هجرة تحتل صدارة الاهتمامات الدولية، في ظل التوجه العالمي نحو العولمة الاقتصادية، مبيّناً أن طبيعة الهجرة الفلسطينية تختلف عن دول المشرق العربي لأنها هجرة قسرية، الهدف منها البحث عن فرص عمل ومستقبل أفضل، وذلك في ظل استمرار الحصار والانقسام والبطالة والفقر.
وأضاف رجب، خلال حديثه لـ"خبر"، أن الأوضاع السيئة بغزة تدفع الشباب للبحث عن مخرج من أجل شق طريقهم وبدء حياة جديدة، مُشدّداً في ذات الوقت على أن الهجرة ليست مفروشة بالورود، لأنها محفوفة بالمخاطر ولها تأثيرات سلبية على الوطن.
وحث الشباب الغزّي على خدمة وطنهم وشعبهم وعدم نسيان قضيتهم الفلسطينية، مشيراً إلى أن عدم عودة الشبان المُهاجرين، يفرض على الجهات المختصة ضرورة وضع اتفاقات مع الدول الأخرى لتحسين أوضاع المهاجرين وضمان عودتهم لوطنهم.
ومنذ فتح معبر رفح في 12 مايو وحتى 24 يوليو غادر 19668 مسافرًا فلسطينيًا في كلا الاتجاهين، حيث غادر منهم 15400 شخص وعاد إلى غزة 4268 شخصًا.
ويذكر أنه من المتوقع أن تصل أعداد المسافرين إلى 28 ألف مسافر حتى عيد الأضحى المبارك.