أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، على أن زيارة مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، إلى الشرق الأوسط غير مجدية"، مضيفة أن "الخطوط العريضة لصفقة القرن لا تزال غامضة".
ونشرت "نيويورك تايمز" افتتاحية تحت عنوان "الزيارتين غير المجديتين للأمير البريطاني ويليام والمستشار الأمريكي كوشنير إلى إسرائيل".
وبدأت الصحيفة تقريرها، مساء اليوم الخميس، بالقول "إن جاريد كوشنير والأمير ويليام قاما بزيارتين متتاليتين إلى القدس المحتلة هذا الأسبوع، في مصادفة غريبة لوريثين للعرش في منتصف الثلاثينيات من العمر، يمثلان قوى خارجية اضطلعت بدور رئيسي في الماضي والحاضر في مصير إسرائيل والفلسطينيين"، بحسب صحيفة القدس.
وقالت "لكنهما وللأسف، لم يقدما على ما يبدو الكثير لمستقبل هذا الصراع. وكانت الزيارة التي قام بها الأمير ويليام، دوق كامبريدج، وهو الثاني على ترتيب العرش البريطاني، جزءاً من جولة لمدة خمسة أيام في الشرق الأوسط، وُصفت على نطاق واسع في بريطانيا بأنها تاريخية".
غير أن التفصيل التاريخي الوحيد حول هذه الزيارة هو أنها كانت أول زيارة رسمية إلى إسرائيل من قبل أحد كبار أفراد العائلة المالكة البريطانية منذ انتهاء الانتداب البريطاني في فلسطين عام 1948.
وأضافت:" لا شك أن هذه الزيارة المتأخرة تمثل مُحاولة من بريطانيا لزيادة مكانتها في منطقة كانت تهيمن عليها ذات يوم، ولكن نتيجتها تقتصر على ما يبدو على الجانب الرمزي".
وتابعت نيويورك تايمز في افتتاحيتها "وانطوت زيارة كوشنير، الذي غادر القدس في الوقت الذي وصل فيه الأمير ويليام إلى هناك، على نفوذ أكبر بكثير، فقد كان لديه تفويض بالسعي إلى إبرام "صفقة القرن" بين إسرائيل والفلسطينيين، التي وعد بها والد زوجته، الرئيس ترامب.
واستطردت:" مع ذلك، لم يكن من المحتمل أن يُحدث فرقاً هو الآخر" مشيرة الى انه "وفي أول مقابلة له مع صحيفة فلسطينية يوم الأحد الماضي، أكد كوشنير أن "احتمال السلام ما يزال حياً للغاية وأن خطته أوشكت على الانتهاء".
وأضافت:" لكن الخطوط العريضة التي سعى هو وجيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الخاص لعملية السلام، إلى رسمها على مدى 17 شهراً ما تزال غامضة واحتمالات تحققها ضعيفة".
وتشرح افتتاحية نيويورك تايمز قائلة "بذل كوشنير قصارى جهده خلال المقابلة لانتقاد الرئيس محمود عباس، واقترح أنه إذا رفض عباس الخطة، فسوف تقدمها الإدارة الأمريكية مباشرة إلى الشعب الفلسطيني، الذي سيوافق عليها".
ومضت "نيويورك تايمز" قائلة "لكنه من الصعب للغاية تخيل كيف يمكن لأي اقتراح أميركي جذب عدد كاف من الفلسطينيين لتجاوز معارضة عباس، وبالنظر إلى مواقف الفلسطينيين المتصلبة تجاه هذه المسألة، فمن غير المرجح أن يكون أي زعيم آخر أكثر تقبلاً لخطة واشنطن من عباس".
وقالت الصحيفة "إذا قدم كوشنير مقترحاً يرفضه الفلسطينيون من أول وهلة، كما هو مرجح أن يحدث، فسوف تقل فرص التوصل إلى اتفاق سلام حقيقي".
كما وأشارت إلى أن "كوشنير قد يكون لقى ترحيباً في الدول العربية الأخرى التي زارها، والتي تؤيد موقف ترامب وإسرائيل الصارم تجاه إيران، ولكن أي مساعدة اقتصادية قد تتعهد بها السعودية أو غيرها من الدول للفلسطينيين لن تكون كافية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حول الحدود أو المستوطنات أو اللاجئين أو القدس في سبيل تحقيق السلام، بمشاركة عباس أو بدونها".