الدولة أنا !

a5a812467cefd72286a36cb6317668e9
حجم الخط
انضم نفتالي بينيت، أول من أمس، الى اسرائيل كاتس وناشد بصورة مؤثرة اسحق هرتسوغ ألا يترك بنيامين نتنياهو وحيداً في المهمة المقدسة أمام الكونغرس وأن يرافقه فيها. 
أنا مسرور لرفض هرتسوغ، لأن الحديث يدور عن ضجة إعلامية هابطة بشكل خاص. 
المبدأ الاساس لهذه المناورة الاعلامية هو أنه «إذا كررنا الامر مرتين ففي النهاية سيصدقوننا»، المشكلة أن الامر ينجح احيانا. 
الواقع مختلف تماماً عن هذه التخيلات، جميعنا يتفق حول الصراع ضد ايران. من زهافا غلئون حتى ايلي يشاي وبالعكس. لدينا حالة وهي أن الاتفاق الذي يتبلور بين ايران والدول العظمى هو «اتفاق سيئ»، لماذا وصلنا الى الطريق المسدود هذا؟ سنناقش ذلك مرة اخرى. كان هنا من تعهد بوقف امتلاك ايران للذرة، اذا اقتضى الامر بالقوة. هذا الشخص ركز في الاساس على الاقوال. 
الآن احتمال تعطيل الاتفاق يكمن في احتمال الوصول الى اغلبية الثلثين من اعضاء الكونغرس، الذي يمكنه التغلب على الفيتو المتوقع للرئيس اوباما وفرض عقوبات جديدة على ايران. 
قبل معرفة أن نتنياهو والجمهوريين عملوا من وراء ظهر الرئيس لتنسيق أمر الخطاب، كان ينقص اسرائيل القليل جدا من رفع أيدي اعضاء الاغلبية المطلوبة. وبعد أن انكشفت المؤامرة النتنة، فان عدد اعضاء الكونغرس الذين تراجعوا ولن يدعموا مبادرة كهذه ضد رئيسهم ازداد، واحتمال النجاح انخفض. هذه حقيقة لا يمكن لأحد أن يغيرها ولا حتى اسرائيل كاتس. 
رئيس حكومة عقلاني يفكر بشأن الدولة قبل التفكير بمصالحه الشخصية كان سيستثمر في اولئك الاعضاء من الكونغرس الضروريين كل طاقته، يوظف «الايباك»، يُطلعهم على المعلومات الحساسة، يتحدث معهم فردا فردا بصورة شخصية ويعرضهم للضغط. نحن نعرف كيفية عمل ذلك إذا لزم الامر. 
ولكن هناك انتخابات. بيبي يريد خطابا، يحتاج خطابا، فقط الخطابات ترفع أسهمه في الاستطلاعات. عندها لتذهب الى الجحيم المصالح القومية. الدولة هي أنا. أي هو. فليسافر، رغم الجميع، وسيدعي ثانية أن هذا هو «الخيار الاخير» لتغيير سوء المصير. ماذا؟ هل يعتقد حقا أنه بخطاب واحد سيوقف المسيرة التي تقوم بها الدول العظمى مع ايران، هل سيقنع الرئيس وهل سيحتل الكونغرس، هل سيجبر الصين والمانيا وكل الدول الاخرى لتتفق معه وتلغي فورا المفاوضات هذه، هل يوجد هناك من يصدقه؟. 
اليوم سنتحدث عن ازمة العقارات. «الليكود» بفخامة نير حيفتس والصراخ الفظ لميري ريغف، نجح في يوم من الصراخ في تحويل هذا التقرير الى لائحة اتهام ضد نتنياهو حتى قبل نشره. بالمناسبة، الواقع أكثر تعقيدا (وأكثر سوادا). أول من أمس شاهدنا في القنوات التلفازية كومة من الخطابات والتصريحات لرئيس الحكومة نتنياهو على مدى السنوات الست الاخيرة بشأن ارتفاع اسعار السكن. وقد ذكرني ذلك بخطاباته عن ايران، نفس النغمة المقنعة، نفس العرض التقديمي الكاريزماتي ونفس النتائج الصفرية. لكن في السكن خلافا لايران هناك اشخاص آخرون، لهذا كل واحد سيعمل حساباته وبعد ذلك يفحص ما هي احتمالاته للوصول الى شقة أو ليساعد اولاده في الوصول الى شقة، وبعدها سيذهب الى التصويت لصالح من في وسعه تغيير هذه الوقائع، هل يوجد من يصدقه؟ 
قدم مني نفتالي، أول من أمس، دعوى قذف وتشهير ضد مجموعة محترمة جدا من رجال نتنياهو. ويهمني بالتحديد اثنان، امنون زكاي الذي كان في السابق مدير منزل رئيس الحكومة، وعوفرا شمشون، التي كانت تعمل في السابق في المنزل. هؤلاء الاثنان اللذين خرجا ودخلا الى المقر وفقا لنزوات السيدة، تم اقناعهما بطريقة ما مؤخرا بنشر كتب تشهير ضد نفتالي.
يهمني معرفة ما اذا تم التعهد للسيدة شمشون وللسيد زكاي بتقديم تعويض من عائلة نتنياهو أو «الليكود» فيما لو خسرا دعوى القذف والتشهير وتم اجبارهما على الدفع لمني نفتالي تعويضا عن الاساءة لسمعته. حب استطلاعي يثير رؤية الاثنين يُخرجان من السيدة نتنياهو هذا المال فيما لو حصل ذلك. سيكون ذلك مضحكا. 
على كل الاحوال فان دعوى القذف والتشهير هذه تكشف ايضا جزءاً آخر من الامور الفظيعة التي حدثت هناك في مقر رئيس الحكومة. اعمال يعرفها قراء «معاريف» بصور ورموز مختلفة منذ سنوات. باستثناء مستوى الهبوط، من البخل المرضي الى جهود فرض كل شيء من نقط الأنف وحتى البطاريات وعبء الجفاف على خزينة الدولة، يبدو أن هناك كومة كبيرة جدا من المخالفات الجنائية. الشرطة تبحث الآن في هذا الموضوع وآمل أن يتم ذلك بنفس الدقة والمهنية التي فحصت بها مواضيع مشابهة في الماضي. 
ومن ليس موجودا؟ المستشار القانوني للحكومة. لقد سافر الى مؤتمر قانوني في بريطانيا. شيء ما عن «الماغنا كارتا». البيت يحترق، هناك اتهامات جنائية ضد رئيس الحكومة في اسرائيل، الجميع ضد الجميع والسلطة العليا تبحر بهدوء في بلاد البحار. مراقب الدولة عاد للتو من جولة طويلة في جزيرة استوائية، وبالتأكيد استعدوا لاستقباله في مطار بن غوريون. يهودا، ارجع الى البيت. يجب اتخاذ قرارات.

عن «معاريف»