قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "لقد أكدنا ولا نزال نؤكد، أننا لن نقايض على حقوقنا وثوابتنا، وإن شعبنا ملتف حول موقف فخامة الرئيس محمود عباس المتمسك بالثوابت الوطنية الأصيلة، ولن نقبل بإسقاطها أو إلغائها أو تجاوزها".
جاء ذلك في كلمته، خلال وضع حجر الأساس اليوم السبت لضاحية الزيتون في زواتا بمحافظة نابلس، بحضور محافظ نابلس أكرم الرجوب، وعدد من الوزراء والمسؤولين ونقيب المهندسين الفلسطينيين جلال الدبيك، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وأضاف الحمد الله: "إن الإسكانات التعاونية هي أحد نماذج تنمية الصمود، خاصة في القدس الشرقية ومحيطها، وفي الأغوار وسائر المناطق المسماة (ج). ولهذا فإن عملنا ينصب على تعزيز العمل والتنسيق بين الوزارات لتنظيم ورفد وتطوير الإسكانات التعاونية، لتمكين ذوي الدخل المتوسط والمحدود، وتبسيط الإجراءات المتعلقة بجمعياتها، وتقديم التسهيلات والإعفاءات لها، هذا إضافة إلى تعزيز العمل بين القطاعين العام والخاص، ومع هيئات الحكم المحلي، ومع الجهات المانحة ومؤسسات الإقراض، في إطار شبكة موسعة من العمل، لخلق بيئة محفزة لدعم الإسكان التعاوني وتوسيع نطاقه، مع الحرص على تحقيق التوازن في تنمية الإسكانات بين المحافظات".
وتابع رئيس الوزراء: "في ظل هذه الظروف الفارقة، تتأتى أهمية "الإسكان التعاوني"، بوصفه أداة هامة ليس فقط لتمكين المواطنين والارتقاء بمستوى حياتهم، وتوفير سكن مناسب لهم مع بنية تحتية وخدمية متطورة، بل أيضا لتثبيتهم في وطنهم وخلق الوقائع الإيجابية وحماية الأرض، في عملية تنموية هامة، تتزايد فيها فرص العمل وينمو فيها الاقتصاد الوطني، ونحارب الفقر والبطالة، ونحيي قيم التعاون والتكافل التي تميز مجتمعاتنا وشعوبنا".
وأردف الحمد الله: "أشعر بكل اعتزاز وأنا أشارككم وضع حجر الأساس لإسكان المهندسين "ضاحية الزيتون" في زواتا في قلب محافظة نابلس الصامدة، الذي يعتبر واحدا من المشاريع الإسكانية التعاونية الهامة، وحلقة في تنشيط اقتصادنا الوطني، ونحو المزيد من دعم ونمو صناعة البناء في فلسطين".
وأضاف: "أنقل لكم اعتزاز ومباركة فخامة الأخ الرئيس محمود عباس للجهود الخيرة التي تبذلونها لاستنهاض الطاقات لما فيها مصلحة الوطن والمواطن، ونحيي نقابة المهندسين على هذا المشروع التنموي والوطني الهام، ونشكر كل السواعد والخبرات التي تتحد وتعمل لإنجاحه واستكمال العمل به، تحقيقا لحلم الكثيرين".
وتابع الحمد الله: "نجتمع اليوم إيذانا ببدء العمل بهذا المشروع التعاوني الرائد، في وقت نحتاج فيه للمزيد من التجذر بالأرض وحمايتها من الأطماع والسياسات والممارسات الإسرائيلية التعسفية. فإسرائيل ماضية بتصعيدها الاستيطاني المحموم وغير المسبوق، لتكريس احتلالها وتشتيت حقوقنا وتشديد سيطرتها على أرضنا ومواردنا وتهجير واقتلاع شعبنا، وفي غمار ذلك، تمارس الإدارة الأمريكية، المزيد من الضغط والحصار والابتزاز ضد شعبنا وقيادته".
واستطرد: "إننا نرى كل هذه الجهود مجتمعة في إطار "ضاحية الزيتون- زواتا" التي تشكل بوابة الأمل للمهندسين المشاركين فيها، تعبيرا عن تطلعاتهم وآمالهم المشروعة في إيجاد سكن لائق وبأسعار مقبولة وبخدمات ومرافق جيدة".
واختتم الحمد الله كلمته بالقول: "لقد طوعت نقابة المهندسين، إمكانياتها وجهودها لإعمال حقوق مهندسي الوطن وتوفير السكن والأرض، من خلال مجموعة كبيرة ومتنامية من المشاريع في مختلف قرى ومدن بلادنا. إننا نثمن العمل الهام الذي تمارسه في خدمة المنتسبين إليها وتطوير قدراتهم والنهوض بجودة ونوعية العمل الهندسي والدفع بعجلة الاقتصاد. فنقابة المهندسين، هي مؤسسة وطنية تسير بخطى ممنهجة وثابتة للاضطلاع بعملها الحقوقي والمجتمعي، والمشاركة أيضا في الجهود التنموية الوطنية. وما ضاحية الزيتون، التي نضع اليوم أولى لبناتها، إلا دليل على أن تفاعل المجتمع، بكل فئاته ومؤسساته وقواه، لإعمال حقوق شعبنا وصون كرامته وتثبيته في أرضه، مستمر ومتنام رغم كافة التحديات والصعاب التي نواجهها جميعا".