في وقت ما ألمت الأزمات بالمجتمع الغزي، نشطت فكرة "روابط الأحياء"، إذ ينتمي أكثر من عائلة متجاورة جغرافيًا ومتجانسة في عاداتها وتقاليدها لرابطة محورية تكون بمثابة الآمر والناهي في قضايا المنطقة، بحيث توكل إليها العديد من المهام التنموية والاجتماعية والاقتصادية.
فعلى سبيل الحصر "رابطة عائلات الدرج والتفاح"، هي تجمع لعائلات تقطن بمنطقة الدرج والتفاح، علمًا بأنها لا تتبع لأي فكر سياسي، أوكلت لها مهمة خدمة أبناء الحي، كزرع المحبة وغرس روح العمل الجماعي والتعاون على البر والتقوى بالإضافة إلى المساهمة في استجلاب الدعم والتمويل للعديد من البرامج والمشاريع الخدماتية التي تهدف لتحسين الوضع المعيشي ما يعمل على تعزيز مكانة أبناء الحي.
ويتكون مجلس الرابطة من رئيس المجلس ونائبٍ له وأمينٍ للسر وآخرًا للصندوق وبقية اللجان المشتركة كالاجتماعية والإصلاح والإعلامية والثقافية والرياضية والمالية والإدارية وكلٌ من هذه اللجان لها مهامها الموكلة، علمًا بأنه جرى انتخابهم بطريقة الاقتراع المباشر، وقد فاز برئاسة المجلس المهندس علي عودة الغفري.
بدوره، أكد المهندس الغفري، على أن الرابطة ستسهم في ترابط المجتمع وتقوية أواصره، وأنها ستكون مظلة جامعة لحل الخلافات العائلية وإصلاح ذات البين والفصل في الخصومات، معربًا أنها ستكون وسيلة دعوية وتربوية وثقافية واجتماعية.
وأشار خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، إلى أن الرابطة ستحافظ على تاريخ العائلات وموقعها الجغرافي بالإضافة إلى تحصين الجيل الجديد والعمل على رفع مستواه العلمي وتطويره في شتى المجالات.
إن الناظر إلى المجتمعات البشرية بشكل عام يجد أن أكثرها ازدهارًا ورقيًا تلك المجتمعات التي تتآلف أرواح أفرادها فتجتمع على قلب رجل واحد، هذا ما بدأ به قوله المختار حربي الشرفا "أبو العبد".
وأضاف: "على شعاع الأمل المعقود في أبناء العائلات في هذين الحيين، نبني صرحًا مؤسسًا على التقوى، ولبنة متماسكة من لبنات المجتمع، تواجه الفتن والمحن ويظهر معدنها الأصيل".
تجربة لا يدّعي أصحابها عصمتها ولا يزعمون لها الخلود، بل هي خطوة على الطريق تحتاج لصبر طويل، ولن تكون هي المحاولة الأخيرة كما أكد المنتسبون، فلئن سقطت التجربة فإن الفكرة ترتقي وتبقى الأجيال اللاحقة متطلعة إلى مستقبل مشرق منير.