غنيم: غياب الاستقرار السياسي في المنطقة أدى لتقليل فرص الاستثمار

مازن غنيم.jpg
حجم الخط

شارك رئيس سلطة المياه مازن غنيم في أعمال مؤتمر بنك الاستثمار الأوروبي الخاص بمنطقة حوض البحر المتوسط، الذي يضم نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي داريو سكانابييكو، ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية ماري قعوار، ونائب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ميجيل جارسيا.

وتطرق غنيم في كلمته، إلى الوضع السياسي والتحديات الاقتصادية في منطقة دول حوض البحر المتوسط، مبينا أن المنطقة  تمر بالعديد من المتغيرات الجيوسياسية التي تؤثر على استقرار وأمن وازدهار هذه البلدان وعلى العالم أجمع، لما لها من تأثير مباشر على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى أن غياب الاستقرار السياسي في المنطقة انعكس على أمن المواطن والسلم الأهلي فيها؛ وبالتالي تقليل فرص الاستثمار والتنمية الاقتصادية، ما يضعف قدرة الحكومات على تطوير وإيجاد الفرص والحلول الاستراتيجية التي من شأنها النهوض بالوضع الاقتصادي لهذه البلدان.

وقال إن هذه المتغيرات نجم عنها نشوء ظواهر اجتماعية ذات بعد وتأثير اقتصادي وأمني في العديد من دول المنطقة، تجسدت من خلال ما شاهدناه في حالات للجوء القسري وغير الشرعي وما صاحب ذلك من مخاطر جسيمة على حياة مواطني دول حوض البحر المتوسط والدول التي يتم اللجوء اليها.

وأشار غنيم إلى أنه على الرغم من مرارة الواقع الحالي فإننا لا بد من العمل على تحسين حياة المواطنين وذلك من خلال مشاريع البنية التحتية للبنوك التنموية التي لها أثر كبير على التنمية الاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية وخلق فرص العمل، مؤكدا أهمية وفاعلية الدور الذي تلعبه المؤسسات التنموية والمؤسسات المالية الدولية في تحسين الظروف الاقتصادية لدول حوض البحر المتوسط.

وأضاف إن هذه المشاريع التي تقوم بتمويلها وتنفيذها هذه المؤسسات بالتعاون مع الحكومات المركزية في العديد من دول الحوض، في قطاعات المياه، الكهرباء، الطرق والمواصلات كان لها دور كبير في بناء وتطوير البنية الاقتصادية لهذه الدول من خلال خلق العديد من فرص العمل، وتحسين البنية التحتية وانعكاسها الايجابي على البيئة والصحة العامة للمواطنين بهدف تحقيق الأمن المائي والغذائي واستدامة الطاقة.

ولفت إلى أهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تؤدي إلى تنشيط الأسواق المحلية وتشجع على التنافسية والابتكار، وتدفع بالطاقات البشرية في دول حوض البحر المتوسط إلى الابداع والريادية في سوق العمل، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الخارجية.

وأشاد غنيم بالدور الفعال لبنك الاستثمار الاوروبي في المنطقة والتعاون المشترك مع فلسطين، مشيرا إلى برنامجين استراتيجيين يجسدان التعاون بين دولة فلسطين وبين بنك الاستثمار الاوروبي وهما برنامج قناة البحرين (بين البحر الاحمر والبحر الميت) في مرحلته الاولى، الذي يهدف إلى الحفاظ على البحر الميت كموروث بيئي وطبيعي سيعمل على توفير كميات مياه اضافية ستساهم في التخفيف من العجز المائي الذي تعاني منه كل من الأردن الشقيق وفلسطين وخلق استثمارات وفرص عمل جديدة، والبرنامج الآخر هو محطة التحلية المركزية لغزة، إذ يُعتبر الحل الاستراتيجي لتوفير المياه اللازمة لـ 2 مليون مواطن فلسطيني، وانقاذ غزة من الكارثة البيئية المحدقة بها في العام 2020، حيث عملت سلطة المياه الفلسطينية على اعداد وتطوير هذا البرنامج بدعم من بنك الاستثمار الاوروبي، وكافة الشركاء الدوليين من خلال توفير أفضل الحلول التقنية والمالية والإدارية لتنفيذه على أعلى المقاييس العالمية لضمان ديمومته.

وشدد غنيم على أهمية مشاريع البنية التحتية في تحقيق النمو والازدهار الاقتصادي وخلق فرص العمل في دول حوض البحر المتوسط، لما لها من دور هام وتأثير بالغ على تقوية أواصر العلاقات والتعاون الدولي وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني، معربا عن شكره لبنك الاستثمار الاوروبي على عقد هذا المؤتمر الهام، ولوزير التخطيط والتعاون الدولي الأردنية ممثلة حكومة المملكة الأردنية الشقيقة على عقد هذا المؤتمر في هذا البلد المعطاء قلب فلسطين النابض الذي استطاع أن يقدم نموذجاً متميز في شتى المجالات ليس فقط للشعب الفلسطيني بل لكافة الشعوب العربية بالرغم من التحديات الكبيرة التي تعصف بالمنطقة ومن حولها.