ما أن تنطلق صافرة بداية المباراة، حتى ينطلق معها الشبان ليحرزوا أهدافًا محققة في مرمى شباك الفريق الآخر، متكئين على عكاكيز باتت بديلًا عن الأطراف المبتورة، محاولين بذلك إثبات معادلة أنهم يستحقون الحياة.
رئيس جمعية فلسطين لكرة قدم المبتورين فؤاد أبو غليون وجه رسالة للفريق، فحواها أن كلًا منا يمتلك عزيمة وإرادة لا يعيقها البتر، في حين وجه رسالة أخرى للاحتلال الإسرائيلي بأنه مهما قصف وبتر من أطراف سنظل نقاوم وبشتى السبل.
وأكد خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، على أنه لا يوجد ما يسمى بـ" الإعاقة الجسدية"، فكل إنسان لديه مشكلة جسدية يمكن أن يمارس حياته وبشكل طبيعي، لافتًا إلى ضرورة النظر لهذه الفئة نظرة جدية بناءة خالية من الشفقة.
أعضاء هذا الفريق جلهم أصيبوا بالبتر جراء قمع الاحتلال الإسرائيلي لفعاليات مسيرة العودة السلمية والتي انطلقت في 30/ مارس من العام الجاري تأكيدًا على حق العودة وبهدف كسر الحصار علمًا بأنها لا زالت مستمرة إلى حد اللحظة.
من جهته، قال مدرب الفريق خالد المبحوح: " أعمل مع الفريق كمدرب فني وبدني وأركز على الجانب الترفيهي بهدف إدخال البهجة والسرور على نفوسهم".
وأضاف لمراسل وكالة "خبر": "فكرتنا جاءت من خلال متابعة كأس العالم للمبتورين، ونحن كفلسطينيين أبدى بهذه الفكرة بحكم أننا نعيش تحت احتلال منذ عشرات السنين"، مشددًا على أن البداية كانت صعبة فالفكرة ليست بالبسيطة فهي بحاجة لدعم مادي ومعنوي لاستكمال الطريق.
بدوره، أشار اللاعب وحيد رباح، إلى ضرورة نشر الفكرة على مستوى فلسطين وأن يتم إنشاء فريق فلسطيني لذوي البتر يكون قادرًا على المنافسة عالميًا والمشاركة في البطولات الدولية.
وبيّن أن الفريق بأكمله لديه طموح علمًا بأن مستواه البدني عالي رغم الإصابة، منوهًا إلى أنه يعتبر الفريق الثالث على مستوى الوطن العربي بحيث يوجد فريق في جمهورية مصر الشقيقة وأخرًا في لبنان.
وختاماً، فإن عزيمة الشعب الفلسطيني لا تهزم رُغم انعدام الأمل في الحياة بفعل آلة الحرب الإسرائيلية، إلا أن أبناءه يحاولون تحقيق حُلم الأجداد المنشود والكامن في تحرير بلادهم والعيش بسلام دائم.