أدانت نقابة الصحفيين، اليوم الخميس، اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين، خلال تغطيتهم لاقتحام قرية الخان الأحمر، شرق القدس.
وكانت قوات الاحتلال اعتدت على عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الزميل محمد اللحام، واستولت على مركبة تابعة لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، وحررت عشرات المخالفات لمركبات الصحفيين.
وطالبت النقابة، الأسرة الدولية بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم (2222) الصادر في أيار الماضي والخاص بحماية الصحفيين ومعاقبة المعتدين عليهم، واعتبرت هذا الاعتداء ممنهجا يستهدف طمس حقيقة العدوان، ومواصلة استهداف الصحفيين لثنيهم عن القيام بواجبهم المهني والوطني.
وعبرت النقابة عن بالغ قلقها إزاء تصاعد جرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بأجهزته المختلفة، لحقوق الصحفيين، والتي تتعارض مع أبسط القواعد القانونية الدولية والمواثيق التي تكفل حرية العمل الصحفي وتجرم الاعتداء والمساس بها، الأمر الذي يستدعي من سلطات الاحتلال الإفراج الفوري عن كافة الصحفيين المعتقلين، ووقف التلاعب بحرية الصحفيين المعتقلين من خلال الإجراءات المتبعة في محاكم الاحتلال.
كما وطالبت حركة فتح من الأحزاب الأوروبية المساندة للديمقراطية والسلام العالمي بخطوات لصد إسرائيل عن عمليات الهدم في الخان الأحمر وأبو النوار.
وحذرت فتح من خطورة السكوت على السياسة الإسرائيلية الهادفة لمنع قيام دولة فلسطينية من خلال التركيز على التغيير الديمغرافي في مناطق "ج"، وهو يسير وفق منهجية عنصرية قوامها زرع المزيد من المستوطنين اليهود واقتلاع أصحاب الأرض الفلسطينيين من أراض هي أراضي دولة فلسطين.
وقال المتحدث الرسمي باسم حركة فتح جمال نزال: "بات ضروريا النظر للسياسات العنصرية التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفا وعنصرية في العالم كسياسة معادية للسلام ومناقضة كليا للمبادئ التي يسعى أصدقاؤنا في الأحزاب الأوربية لنشرها في مجتمعاتهم والعالم".
وأضاف: "ان السياسية الاستعمارية التوسعية التي تطبقها سلطة الاحتلال نابعة من سعيها لإعاقة قيام دولة فلسطينية، فيما يشكل تناقضا صداميا بالكامل مع من ينادي به أعضاء الاتحاد الأوروبي في إطار حل الدولتين".
وتابع: "نطالب بسياسة أوروبية تصد إسرائيل فعليا عن المضي قدما بهذا الاتجاه مع ضرورة إنهاء أي فرصة لاستفادة إسرائيل من أي تمويل أوروبي لمشاريعها الاستعمارية المخالفة للقانون الدولي واتفاقية الشراكة الاوروبية مع إسرائيل".
ورحبت حركة فتح ببيان الناطق باسم الاتحاد الأوروبي، الذي حذر من خطوات عملية عقابية تجاه إسرائيل وحدها الكفيل بوضع حد للسياسة الاستعمارية العنصرية الخطيرة والمؤذية لروح الاحترام المتبادل بين الشعوب.
وبدورها، أدانت الجامعة العربية بأشد العبارات اليوم الخميس، جريمة الحرب التي ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في الخان الأحمر وأبو نوار، والمتمثلة في هدم قرية هدم الخان الأحمر واقتلاع وتشريد مواطنيها، وتجريدهم من حقهم الطبيعي بالعيش بكرامة على أرضهم.
وأكد البيان الذي أدلاه الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة سعيد أبو علي، باسم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم، أن التهجير القسري لتجمع الخان الأحمر يهدف إلى إفساح المجال لتوسيع البناء الاستعماري غير القانوني في القدس الشرقية المحتلة، واستكمال مخطط عزل القدس وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.
وقال البيان، إنه في الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على استهداف لمجتمعات فلسطينية بأكملها، عبر نقلها غير القانوني لعشرات الآلاف من المستوطنين المستعمرين إلى الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، تعلن موافقتها على إنشاء مئات الوحدات الإستيطانية الاستعمارية في انتهاك صارخ للقانون الدولي، وبالأخص القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي الجنائي واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.
وشدد البيان، على ان ذلك يؤكد على نوايا اسرائيل الحقيقية لاستدامة احتلالها الاستيطاني الاستعماري الذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين واستبدالهم، وإحلال مستوطنيها، واستكمالا لتنفيذ مخطط E1 الاستيطاني الذي يهدف الى ضم القدس وحصارها وتقطيع الضفة الغربية وتكريس الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية.
كما ادان البيان اعتداء سلطات الاحتلال الاسرائيلي الوحشي على أهالي الخان الأحمر وعلى المسؤولين الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب ولجان المقاومة الشعبية.
وشددت الجامعة في بيانها، على أن تخلف المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته والتزاماته بموجب القانون الدولي، لاسيما فيما يتعلق بضمان احترام القانون الدولي في الأرض الفلسطينية المحتلة، يشجع إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم، بما يحتم على المجتمع الدولي اتخاذ تدابير فاعلة من أجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وانفاذ القرارات الدولية ذات الصلة، وآخرها قرار الجمعية العامة الأخير، كما تحتم هذه الجريمة الاسرائيلية الجديدة والمستمرة وضع حد للاحتلال الاسرائيلي ومحاسبته على جميع انتهاكاته ورفع الحصانة السياسية والقانونية عنه، والاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد البيان، على ضرورة ان يقترن الرفض الدولي الواسع لقرار الاحتلال هدم الخان الأحمر وما عبر عنه بعبارات القلق والاستنكار الرافضة للتصعيد الإسرائيلي الجنوني والمكثف على الأرض بخطوات عملية وواضحة، تفضي لمساءلة اسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، وهو اختبار للمجتمع الدولي ومصداقيته.
كما ثمّنت الجامعة العربية التصدي البطولي للمواطنين الفلسطينيين في الخان الأحمر، وصمودهم فوق أرضهم بالرغم من جبروت الاحتلال، واستعماله القوة المفرطة ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل مما يؤكد على أن هذا الشعب يزداد تمسكاً بأرضه وثوابته ومقدساته. وتحمل اسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة والتي تأتي نتيجة لانحياز الادارة الأمريكية لسلطة الاحتلال للاستمرار في ممارساتها لأبشع صور الترحيل القسري والابتلاع المتواصل لأرض دولة فلسطين.