لا ينتظم الليل بعد منتصفه ، وتتلاحق الأفكار وتتزاحم وتتصادم كالشهُب في السماء ، وتحرق نفسها وتنتحر ، وقد تغرق في مياه بحرٍ من الوهم الذي يغذيه الفشل فيُنتج كذباً كبيراً لا يقل في حجمه عن حجم كُرة الكون ، وقد يزداد حجمه مع إزدياد وتيرة الهواء الفاسد المدفوع بقوةٍ إلى داخله ، وهنا تكبر الكذبة ، وتتكور ، إلا أنه لا يُمكنها أن تشبه التكور الأرضيّ ، وذلك بسبب أن التكور الأرضيّ هو حقيقة ثابتة لا يمكن لبشرٍ أن يُغير تلك الحقيقة ، وتظل هي متكورةٍ كبالون مملوء بالهواء الفاسد المتزايد إلى الحد الذي يصبح في غير مقدوره تحمل الزيادة ، فينفجر ، وتتناثر جزئيات الكذب ، في كلِ جوانب الحياة ، والأزقة ، لتملأ جيوب كل الواهمين والمحاولين بطيبتهم تصديق بأن ذاك البالون كان بداخله أكثر من 50% من الجزئيات،
التي لا يمكن لها أن تُجمل وجوهاً كالحةً تُرهقها قَتَرَةُ الكذب ...