كشفت شركة الأخبار الإسرائيلية النقاب عن خطة لحالة الطوارئ (سمتها خطة بالدُرج) أعدها مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بهدف الحد من نفوذ تركيا وحظر أنشطة وفعاليات منظمات وجمعيات مقربة من الحكومة التركية بالقدس المحتلة، ويأتي ذلك بالتزامن مع الدعوات الإسرائيلية للحد من النشاط التركي بالمدينة المحتلة وبساحات المسجد الأقصى.
وسبق هذه الخطة الهادفة لتقويض نشاط الحكومة التركية عبر وكالة الاغاثة التركية (تيكا) التي تنشط في تدعيم صمود الفلسطينيين بالقدس المحتلة وصيانة المسجد الأقصى ودعم مشاريع للمقدسات، رسائل بعثت بها السلطة الفلسطينية والأردن والسعودية بالعام الأخيرة إلى إسرائيل، حذرت من خلالها من أنشطة تركيا بالقدس المحتلة، حسبما زعمت صحيفة "هآرتس".
كما سبق لشركة الأخبار الإسرائيلية التحريض على الحكومة التركية عبر تقارير متلفزة زعمت من خلالها أن تركيا تزيد من وجودها ونفوذها في شرقي القدس، وتعمل على رفع مستوى تأثيرها الميداني في شؤون المقدسيين، ليس فقط بالأقوال، وإنما بالأفعال.
وحسب "خطة الطوارئ" الإسرائيلية، فقد تم جمع معلومات عن الأنشطة التركية بالقدس والأقصى، والفعاليات والمشاريع التي تنفذها وتمولها تركيا عبر (تيكا)، التي تنشط بموجب تراخيص وتأشيرات وموافقة الحكومة الإسرائيلية، بيد أن السلطات الإسرائيلية زعمت بأن بحوزتها معلومات وأدلة تشير إلى أن المنظمة التركية عمدت على العمل والنشاط بالتنسيق مع الحركة الإسلامية وحركة حماس.
وأرفقت مزاعم "خطة الطوارئ" بتقرير لشركة الأخبار الإسرائيلية، الذي يشير إلى أن المنظمة والوكالة التركية للإغاثة تنشط في العديد من المواقع في العالم، بما في ذلك قطاع غزة، والقدس بالتعاون وبمصادقة من الحكومة الإسرائيلية، وزعم التقرير أن المنظمة عمدت على التعاون والتنسيق وعقد اجتماعات مع أعضاء ونشطاء بالحركة الإسلامية، وكذلك العمل وتقديم الدعم المالي والمعلومات لنشطاء من حركة حماس.
وعقب هذه المزاعم والشبهات التي أوردها التقرير الإسرائيلي، فإن مجلس الأمن القومي يتطلع لتقييد وحظر الأنشطة التركية وخاصة نشاط الوكالة التركية للإغاثة (تيكا) بالقدس المحتلة وبالمسجد الأقصى.
وحسب "خطة الطوارئ"، سيتم إلزام الوكالة التركية بالحصول على الموافقة والتصديق من المؤسسة الإسرائيلية على جميع انشطتها، بهدف تقييد عام وحظر أنشطتها ومشاريعها، علما أنه سيتم الشروع بتنفيذ الخطة بموجب تعليمات صادرة عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.
وللشروع في تطبيق الخطة الإسرائيلية، تعقد هذا الأسبوع جلسة إضافية بمشاركة جميع الأطراف المعنية وذات الصلة بالموضوع، وذلك بغية تحديث الخطة وضمان استيفاء وكالة الإغاثة التركية لجميع المتطلبات القانونية والدولية كي تكون جاهزة للتطبيق إذا لزم الأمر.
وتذرع الجانب الإسرائيلي بإقدامه على إعداد هذه الخطة والشروع بتطبيقها بطلب من الجانب الأردني الذي احتج لدى تل أبيب على النشاط التركي بالقدس والأقصى، على حد زعم الجانب الإسرائيلي.
وفي محاولة منها لتأجيج التوتر بالعلاقات الدبلوماسية التركية الأردنية، زعمت شركة الأخبار الإسرائيلية، بأن تركيا عمدت خلال السنوات الأخيرة للحصول على موطئ قدم في القدس المحتلة، مع تركيز النشاط والدعم على المسجد الأقصى، من خلال رصد الأموال والميزانيات وتحويلها للجمعيات التي تنشط بالدفاع عن القدس والأقصى.
محاولات تركيا للحصول على موطئ قدم في القدس المحتلة، على حد قول صحيفة "هآرتس" أيضا، حظي باعتراف من قبل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي تعتقد بأن الحضور التركي ينعكس في جملة أمور، منها بالميزانيات التي تنتقل إليها من قبل المنظمات الإسلامية في تركيا، المقربة من حزب إردوغان الحاكم، إذ تصل الميزانيات لمنظمات وجمعيات فلسطينية ناشطة بالمدنية المحتلة.
كما ترى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، برحلات الحجاج الأتراك للقدس والتي تشرف عليها وتنظمها المنظمات الإسلامية في تركيا، أحد أهم العوامل والآليات لتعزيز الوجود التركي بالمدينة، علما أنه يشارك بهذه الرحلات المنظمة الآلاف من الأتراك، ومع وجود واضح للناشطين المتصلين بتركيا في المظاهرات التي تتصدى لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى