تحرص بعض الأمهات على قراءة القصص لأطفالهن، وهناك من ترى بأن هذا السلوك أو النشاط “ثانوي”، خصوصا في ظل انتشار وسائل التكنولوجيا المتعددة.
أهميّة القصص لدى الطفل لا تقلّ عن حاجته للطعام والشّراب والحب والحنان، فالقصص هي الطّريقة التي يتعلّم من خلالها كيفيّة التعامل مع الحياة، من حيث القدرة على استخدام اللّغة، والقدرة على اكتساب معلومات مهمّة بأسلوب غير مباشر يمكّن الطّفل من تقبل ذلك بصورة ممتعة وجميلة.
وهذا ما تؤكده الخبيرة وكاتبة القصص للأطفال واليافعين ضحى خصاونة بقولها: “القصص تنمي التخيل، وكما نعلم التّخيل أساس كل إبداع وابتكار، ليس ذلك فحسب، فالقراءة تعمل أيضًا على ضبط النفس من الغضب، وهنالك فوائد كثيرة تختلف من وجهة نظر إلى أخرى”.
هل تختلف قصص الذكور عن الإناث؟
من وجهة نظر الخبيرة ضحى، لا فرق بين قصص الذّكور والإناث؛ لأن راوي القصص أو الكاتب هو من يستطيع ضبط هذا الموضوع، فحينما أكتب قصّة أحاول قدر الإمكان إيجاد قصّة تلائم الجنسين، لضمان استفادة كليهما.
القصص وفق المراحل العمرية
في المراحل العمرية الصغيرة يحتاج الطّفل لقصص تعلّمه الألوان، الأشكال الهندسيّة، الفواكة، العائلة.. و”الأمور القريبة المرتبطة بِالطفل”.
وفي عمر (4-5) سنوات، يحب الطفل القصص التي توجد فيها حيوانات.
(5-7) سنوات، قصص تنمّي التّخيل، لكن ضمن إطار البيئة التي يعيش فيها.
(7-10) سنوات، القصص المتعلقة بالخيال الخارج عن نطاق بيئته، لتعزير روح الإبداع والابتكار.
(11-14) سنة، قصص تعزّز النموذج الذي يحتذى به، ففي هذه المرحلة يتم تكوين الشّخصيّة وبناء الهويّة.
وسائل وأساليب في سرد القصص
تذكر الخبيرة ضحى، أن هنالك عدّة وسائل وأساليب لسرد القصص، منها الدّمى، الألوان لرسم ما سمع، أوما شاهد “التمثيل المسرحي”، وهنالك مسرح الخيال والظّل “الأفلام”، وعدة أدوات نستطيع من خلالها تعزيز القراءة لدى الطّفل.
لا يقتصر سرد القصص قبل النوم، لأن القصّة وسيلة لكل شيء، وكل وقت له نبرة صوت معيّنة، فمثلًا قصّة ما قبل النوم تكون بنبرة صوت منخفضة، وتحتوي على الخيال لتمتزج أحلامهم بأشياء جميلة، وهنالك وقت لقراءة القصص مع العائلة لتعليم أطفالهم الأخلاق والقيم بصورة قصّة ونقاش، وهكذا تعزز روح العائلة.
وهنالك وقت في المدرسة تستخدمه المعلمة لتعليم وتحقيق الأهداف المرجوة، وعلى هذا النحو نستخدم القصص في كل وقت ليتسلح الأطفال بحلول لمشاكلهم التي يمكن أن يتعرضوا لها.
قراءة القصص الورقية.. أم عبر الأجهزة اللوحية؟
توضح الخبيرة، أنه ينبغي الانتباه للقدرة على استخدام كل طريقة بالشكل الصحيح، فالورقي مهمّ خصوصًا للفترة “سنة – سنتين”، فالطفل يكون في مرحلة تدعى المرحلة الفميّة، وهذه المرحلة مهمّ فيها استخدام أشياء محسوسة، وفِي هذه المرحلة يفضّل عدم تعريض الطّفل للأجهزة اللّوحية.
ومن عمر “3-10 سنوات” يفضّل استخدام القصص الموجودة في الأجهزة اللوحيّة بوجود الأم، ليتم عملية تفاعل فيما يسمعون ويشاهدون من القصص، وأن لا تزيد فترة استخدام الأجهزة اللّوحية عن نصف ساعة حتّى لا تؤذي الطّفل.
وهنالك عدة تطبيقات على الهواتف جميلة ومفيدة منها:
تطبيق عصافير، نهلة ونهيل، المفكرون الصّغار، كتبي، ومنها القصص الصّوتيّة فقط مثل “مسموع”، وكذلك قناة “قصصجيّة” على موقع يوتيوب.