اندلعت، اليوم السبت، مواجهات بين المواطنين وجنود الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت أمر شمال الخليل، عقب تشييع جثمان الشهيد رامي وحيد حسن صبارنة (36 عاماً).
وأغلق جنود الاحتلال مداخل البلدة، وأطلقوا الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، صوب المواطنين، ما تسبب بإصابة العشرات من المواطنين بالرصاص المعدني وبالاختناق جراء استنشاق الغاز.
وشارك في مسيرة التشييع التي انطلقت من أمام المستشفى الأهلي في مدينة الخليل، وصولاً إلى بلدة بيت أمر، ومن ثم إلى منزل الشهيد لإلقاء ذويه نظرة الوداع الأخيرة عليه، جماهير غفيرة من أهالي البلدة ومحافظة الخليل، وعدد من الشخصيات الرسمية والأهلية.
وعقب أداء صلاة الجنازة في مسجد بيت أمر الكبير، ووري الجثمان الثرى في مقبرة البلدة، بعد أن أمطر جنود الاحتلال المشيعين بقنابل الغاز والصوت والرصاص المغلف بالمطاط، وأرغموهم على الدخول للمقبرة عبر سوق الخضار المركزي للبلدة وليس عبر الطريق الرئيسي لها.
ورفع المشيعون الأعلام الفلسطينية مرددين الهتافات والشعارات المنددة بعملية إعدام صبارنة وإعدام المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر من عمليات تصفية وإعدام وغيرها.
وأكد المتحدثون، خلال مسيرة التشييع، تشبث الشعب بحقوقه المشروعة في النضال حتى نيل حريته وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مشددين على أن شعبنا لن يرضخ وسيواصل دفاعه عن مقدساته وممتلكاته ومقدراته الوطنية، في ظل العجز والصمت الدوليين على جرائم الاحتلال ومستوطنيه.
يذكر أن جنود الاحتلال المتمركزين في حارة جابر، قرب الحرم الإبراهيمي، أطلقوا النار على الشاب صبارنة، في الثاني من شهر حزيران الماضي أثناء عمله على جرافة صغيرة لتوسعة الطريق وتأهيل البنية التحتية في المنطقة.
وبين الناشط ضد الاستيطان عارف جابر، الذي يقطن المنطقة القريبة من مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي وممتلكات المواطنين شرق الخليل، أن صبارنة ارتقى أثناء قيادته جرافته الصغيرة، وبسبب ارتفاع صوتها تجاوز جنود الاحتلال ولم يستمع لندائهم عليه بالتوقف حينها، وهو لم يشكل أي خطر عليهم لكنهم أطلقوا الرصاص صوبه وأصابوه وتركوه ينزف على الأرض، ومنعوا طواقم الهلال الأحمر من الوصول للمنطقة وتقديم العلاج له، ومن ثم نقلوه بإسعاف إسرائيلية بعد تغطيته ولفه بكيس أسود ليحتجزوا جثمانه منذ ذلك اليوم في ثلاجاتهم، بزعم محاولته تنفيذ عملية دهس في المكان.